الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جماليات حكمة الخير والصحراء والوطن

جماليات حكمة الخير والصحراء والوطن
16 ديسمبر 2018 01:37

غالية خوجة (دبي)

تعكس أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، أفعاله وآثارها التي تركها تراثاً من الحكمة والخير والجمال على مر الزمان، والمتأمل في منهجية هذا القائد العربي، ينجذب إلى تجربة جوهرية لا تقف عند لحظة، لأنها دائمة في كل لحظة، تربط العلم والثقافة والخير والوطن والاعتراف بالجميل للسابقين وبناء الجميل للاحقين.
وهذا المحور هو ما أرادت إيصاله لوحات الخط العربي، في معرض «من أقوال القائد» في بيات غاليري، الذي افتتحه محمد المر، 13 الجاري، وشارك فيه عدد من الفنانين الإماراتيين والعرب، نذكر منهم محمد المندي، خالد الجلاف، أسامة الحمزاوي، أحمد الهواري، أحمد فهد، عبد الرحمن العبدي، ياسر العشري، محمود البان، عمار فرحات، نوح الحمد، حسام مطر، علي ممدوح.
ومن تلك اللوحات التي انبنت هندسياً، وموسيقياً، وعمرانياً، وفنياً، لوحة الفنان خالد الجلاف الذي اعتمد في تشكيلاتها على الخط الكوفي السنبلي، لتبدو الكلمات حقلاً من القمح، يتحرك مثل موجة أو بوابة أو سفينة تتحرك بمجاديف عددها (44)، منها (5) مجاديف باللون الأخضر الذي يتوسطها وكأنه شعاع نجمة تنظر إلى الأعلى، وتتجذر في الأمكنة والأزمنة من خلال (نون) كلمة (الزمان) والعناصر الكتلية المكونة لها، من (هم) في جلدهم، و(خطوب)، بينما يأتي الأزرق لوناً للمجاديف الأخرى وتشكلاتها الحروفية والجملية والخطية، مؤكداً على لون الانفتاح على الماء ودلالاته، ورحابة السماء وفصولها، واستمرارية الأمل والعمل بين الآباء والرعيل الأول والأجيال، مؤكدة التناغم الدائم بين القائد وعيال زايد وأرض الخير، وهوية الوطن التي تبدو مأخوذة من ألوان العلم، التي يكملها الأحمر كلون للنقاط بدورانها الأفقي والعمودي: «إن الآباء هم الرعيل الأول الذين لولا جلدهم على خطوب الزمن وقساوة العيش لما كتب لجيلنا الوجود على هذه الأرض التي ننعم اليوم بخيراتها»، بينما نلاحظ كيف رسم بكلاسيكية الفنان أسامة الحمزاوي مقولة الشيخ زايد: «إن العلم والثقافة أساس تقدم الأمة وأساس الحضارة وحجر الأساس في بناء الأمم.
إنه لولا التقدم العلمي لما كانت هناك حضارات ولا صناعة أو زراعة تفي بحاجات المواطنين»، وتبرز في هذه اللوحة ثلاثة عناصر، هي الزخرفة والفراغ وكتلة الحروف بطريقة إيقاعية تدعو إلى التأمل والطمأنينة والبحث عن التكوين من خلال الكينونة لأن اللوحة بمجملها تشكّل حرف النون.
واختار الفنان علي ممدوح مقولة: «إن أفضل استثمار للمال هو استثماره في خلق أجيال من المثقفين والمتعلمين»، ليبني عليها رؤيته الفنية المعتمدة على اللونين الأسود والأحمر، راسماً كلمتَي (للمال) و(أجيال) بالأحمر، بما في ذلك من لفتة استيقافية تجعل المتلقي يقرأ أبعاد هاتين الكلمتين بتوازن كما قصدها الشيخ زايد، بينما تأتي كلمات المقولة باللون الأسود المتناغم مع الحركة الانسيابية للفراغ والشكل، لتعكس شكل العين الإنسانية، وبؤبؤها مقولة زايد، بينما تأتي الزخرفة الذهبية بأشكال نباتية وطبيعية أخرى.
ووظف الفنان أحمد الهواري خط الثلث الجلي مع مقولة الشيخ زايد: «علمتنا الصحراء أن نصبر كثيراً حتى ينبت الخير، وعلينا أن نصبر ونواصل مسيرة العطاء حتى نحقق الخير لوطننا»، بطريقة متوازنة ودقيقة من خلال جماليات لوحة جمعت صورتين تنتهيان بكلمة (الخير) بلونها الأخضر، ووجودها في ذروة اللوحة، ووقوف حرفيها الألف واللام إلى جانب حروف الألف واللام لبقية الكلمات، لتشكّل رقم (7) دلالة على اتحاد الإمارات، وألوان علم الاتحاد، وشموخ المعنى في التشكلات الجمالية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©