عدد اليوم
لمياء الهرمودي (الشارقة)
أكدت الدكتورة سوسن الماضي، مدير عام جمعية أصدقاء مرضى السرطان، أن إجمالي خسائر الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط جراء الأمراض غير المعدية تصل سنوياً إلى نحو 500 مليار دولار، وأن هذه الأمراض تتسبب في وفاة سبعة أشخاص من بين كل عشر حالات وفاة سنوياً حول العالم، ما يجعلها على رأس قائمة أسباب الوفيات عالمياً (باستثناء القارة الأفريقية)، وأحد أبرز أسباب الإصابة بأوبئة الأمراض المزمنة والإعاقات المصاحبة التي يمكن الوقاية منها. وقالت، في حوار مع «الاتحاد»، بمناسبة انطلاق الدورة الثالثة للمنتدى العالمي لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية، اليوم تحت عنوان «تسريع التقدم في تنفيذ الالتزامات الدولية للوقاية والحد من الأمراض غير المعدية»، بالشارقة: إن الأمراض غير المعدية كالسرطانات، وأمراض القلب والشرايين، والسكري، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، وأمراض الجهاز العصبي واضطرابات الصحة العقلية، تسببت بأكثر من 41 مليون حالة وفاة في عام 2018.
وتابعت الماضي: «نركّز في الدورة الثالثة للمنتدى (التي تستمر حتى الثلاثاء) على القضايا التي تعرقل مكافحة الأمراض غير المعدية، والسيطرة عليها، وتحديد رؤية مستقبلية واضحة المعالم للمضي قدماً. ويشارك في الجلسات خبراء، ومتخصّصون، لتبادل الخبرات العلمية والعملية وأفضل الممارسات لتسريع وتيرة العمل وإيجاد الفرص لزيادة سرعة الاستجابة»،
وأضافت: «يناقش المنتدى جلسة تحت محور (حشد الجهود المجتمعيّة لمكافحة الأمراض غير المعدية)؛ بهدف تحفيز الشباب على صياغة سبلٍ للتوعية بخطر الأمراض غير المعدية والوقاية منها، وإشراكهم في الجهود المختلفة الرامية إلى مكافحة هذه الأمراض، بتحفيز فاعليتهم ونشاطهم في العمل المجتمعي، وقدرتهم على التأثير».
وأشارت إلى أن التقرير الصادر عن اللجنة المستقلة رفيعة المستوى التابعة لمنظمة الصحة العالمية «المنظمة» والمعنية بالأمراض غير المعدية، عام 2018، يوجّه نداءً بشأن اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأمراض غير المعدية واضطرابات الصحة النفسية، ويطالب بقطع التزامٍ سياسي رفيع المستوى، وتوسيع نطاق الإجراءات المجتمعية الرامية إلى التصدي للأمراض غير المعدية التي تمثّل أسباباً رئيسة للوفاة واعتلال الصحة بالعالم.
وبحسب الإعلان السياسي للجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها، فإن خطرها يشكّل واحداً من أكبر التحديات التي تواجه التنمية في القرن الحادي والعشرين، حيث يشير التقرير إلى أن هذا النوع من الأمراض يقوّض التقدم الاجتماعي والاقتصادي في العالم.
وتابعت: «هناك الكثير من المبادرات على الصعيد المحلي والعربي والعالمي التي حقّقت أثراً، ونحن بحاجة إلى المزيد منها وإلى إشراك جميع فئات المجتمع، وعلى رأسهم الشباب، وأحدث مبادرة على مستوى إمارة الشارقة إطلاق المنتدى العالمي للأمراض غير المعدية للأطفال واليافعين الذي نظمته جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالتعاون مع تحالف منظمات الأمراض غير المعدية للأطفال لـ(برنامج القادة الشباب)، في مارس 2019، هدف إلى إيصال أصوات وآراء الشباب وإدماجهم في المبادرات والحملات المحلية والإقليمية والدولية الرامية إلى مكافحة الأمراض غير المعدية».
وقالت الدكتورة: لقد أطلقت وزارة الصحة في دولة الإمارات، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» الحملة الوطنية لمكافحة السمنة عند الأطفال، منذ عام 2009، حيث أعلنت الجهتان حينها أنّ 12% من الأطفال في الدولة مصابون بزيادة الوزن، و22% منهم معرضون للإصابة بالبدانة. وهذه الأرقام تهدد الأطفال في الدولة، وتُعرّض للإصابة بالسكري وارتفاع نسبة الدهون في الدم وأمراض القلب والسرطان.
وأضافت الماضي: «كما نظّمت المملكة العربية السعودية، المؤتمر العربي العالمي حول الأمراض غير المعدية في الرياض، عام 2013، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، حيث ركّزت فعاليات المؤتمر على أنماط الحياة الصحية في منطقة الشرق الأوسط وعلاقتها بتزايد وتيرة انتشار الأمراض غير المعدية».
كما شهدت الدورة الأولى للمنتدى التي عقدت في عام 2015، إطلاق «وثيقة الشارقة» للأمراض غير المعدية التي تم اعتمادها من أكثر من 230 خبير، ومختص ومسؤول عالمي مشارك في المنتدى، وتضمنت الوثيقة أهم التوصيات التي خرج بها المنتدى والتي يتم العمل على تطبيقها للوصول إلى جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة.
مشاركون
قالت د. سوسن الماضي: يشارك بالدورة الثالثة للمنتدى العالمي لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية، أكثر من 40 متحدثاً عالمياً في خمس جلسات رئيسة لسد الثغرات القائمة في الاستجابة للأمراض غير المعدية والوقاية منها، أبرزهم: زوليخا مانديلا، السفيرة العالمية لصحة الطفل في مؤسسة الاتحاد الدولي للسيارات، وتود هاربر، رئيس تحالف الأمراض غير المعدية، والرئيس التنفيذي لمجلس السرطان في فيكتوريا أستراليا، وتريفور هاسل، رئيس التحالف الكاريبي الصحي وعضو مجلس إدارة تحالف الأمراض غير المعدية في بربادوس، فضلاً عن مشاركة معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وماريت فيكتوريا بيترسن، كبيرة المستشارين وزارة الخارجية النرويجية.
