الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

التطبيقات الإلكترونية.. هـل تُسـقط «عرش السينما»؟!

التطبيقات الإلكترونية.. هـل تُسـقط «عرش السينما»؟!
20 ديسمبر 2018 01:49

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

عالم السينما والدراما يتقدم كل يوم في إطار التكنولوجيا الحديثة التي غزت العالم، فقد أصبح بإمكان الكثير من الجماهير أن يشاهدوا أحدث الأفلام والمسلسلات وكافة الأعمال الفنية من خلال التطبيقات الذكية المدفوعة، وإذا كانت هذه التطبيقات انتشرت في الآونة الأخيرة لتشكل ذوقاً جديداً في الحياة الفنية والترفيهية، فهل من الممكن أن يتخلى عشاق السينما عن التزاحم أمام فيلم جديد لنجم مفضل؟ وهل هذه التطبيقات تتمتع بمحتوى مميز ولها جاذبيتها المذهلة في ذلك؟
ربما في العصر الذي تتسع فيه دائرة التكنولوجيا أن تحدث أشياء غير متوقعة، وعلى الرغم من هذه الأسئلة التي تخص التطبيقات الإلكترونية وثورتها التكنولوجية في عالم الترفيه السينمائي والدرامي، فإن هناك بعداً آخر له تأثير قوي طرحه بعض مسؤولي القنوات ودور السينما، وهو القرصنة الإلكترونية وقدرة العاملين فيها على نسخ الأفلام والمسلسلات وتوزيعها عبر روابط على «يوتيوب» و«المواقع الإلكترونية»، ما يجعل مستقبل السينما والخدمات الترفيهية الأخرى في مهب الريح، الأمر الذي يجعل الجمهور، يتمسك بالحالة الخاصة التي تحدثها دور السينما في النفوس، حيث اعتادوا أن يقفوا أمام شباك التذاكر وأن يجلسوا وسط عدد كبير من المشاهدين في صالة عرض كبيرة، ما يجعلنا نطرح أسئلة كثيرة حول بدايات هذه التطبيقات، وكيف استطاعت أن تغزو العالم، وما التوقعات المستقبلية لعالم السينما والقنوات الفضائية في إطار تكنولوجيا متطورة مربحة وسريعة؟

ريادة «نتفليكس»
عن بدايات هذه التطبيقات، اتصلت «الاتحاد» بـ «يان لافارغ»، مدير الاتصالات التقنية والمؤسسية في الشرق الأوسط بالمكتب الإقليمي لـ«نتفليكس» الرئيسي ومقره أمستردام - بهولندا، والذي قال: يحتل تطبيقنا مكانة ريادية في مجال المحتوى الرقمي منذ عام 1997 حين شارك ريد هاستينجز في تأسيس الشركة، وفي عام 1998، أطلقت الشركة أول موقع لبيع وتأجير أقراص الفيديو الرقمية DVD عبر Netflix.com، وبعد عام واحد بدأت «نتفليكس» بتقديم خدمة الاشتراك، لتوفر من خلالها ميزة استئجار أعداد غير محدودة من أقراص الفيديو مقابل اشتراك شهري بتكلفة منخفضة، وكانت حقبة الألفين بداية للتغييرات الهامة التي طرأت على التطبيق، حيث بدأت الشركة بتقديم نظام التوصيات ذات الطابع الشخصي للأفلام في عام 2000، والذي اعتمد على تقييمات الأعضاء للتنبؤ بدقة بالخيارات المفضلة لجميع الأعضاء، وبالمضي قدماً، تم إطلاق خدمة بث «نتفليكس» التي نعرفها اليوم في عام 2016 عبر 190 دولة لتبث المسلسلات التلفزيونية والوثائقيات والأفلام الطويلة بلغات عدة.

تجربة ترفيهية
وحول سيطرة «نتفليكس» على خدمات البث للأفلام والمسلسلات، أوضح «لافارغ» أنهم عازمون على المحافظة على مكانتهم الريادية، على الرغم من تفاقم المنافسة، حيث تركز جهودهم على تحسين الجوانب المختلفة من الخدمات، بما في ذلك إضفاء الطابع الشخصي، وتحسين البث، وتقديم أفلام ومسلسلات أفضل، ويرى أن الأمر منوط بهم للفوز بقلوب الناس حين يقررون ما سيقومون به في أوقات فراغهم، وقال إن استخدام مثل هذه التطبيقات سهل للغاية، كما يتيح للأعضاء مشاهدة ما يرغبون به أينما وحيثما يريدون، وتقريباً من خلال أية شاشة متصلة بالإنترنت مقابل اشتراك شهري، ويمكنهم التشغيل والإيقاف ومتابعة المشاهدة من دون أية إعلانات أو التزامات، وأعتقد أن ذلك ما حقق النجاح والانتشار للتطبيق، خصوصاً أننا نعيش في عصر السرعة والتكنولوجيا.
وتابع: إضافة إلى ذلك، فإن Netflix هي الشبكة الوحيدة التي تقدم توصيات متخصصة للأفلام والمسلسلات بما يناسب كل واحد من أعضائها، كما يتوفر البث بالجودة العالية HD وبتقنية الصوت المحيطي دولبي 5.1 للكثير من المحتوى الذي تقدمه، ونقدم أيضاً تقنيات رائدة مثل تقنية 4K، وتقنية HDR عالية الجودة، وتقنية دولبي أتموس، لنضمن تقديم أفضل تجربة ترفيهية متاحة، حيث إن هدفنا هو المحافظة على مكانتنا الريادية في مجال المحتوى الرقمي من خلال الاستمرار في إعداد تجربة تقدم قصصاً رائعة من حول العالم للمشاهدين في كل مكان.
وأشار «لافارغ» إلى أن أنهم استطاعوا جذب الجمهور لخوض هذه التجربة الممتعة في عالم الفن السابع، عبر صنع أفلام ومسلسلات من إنتاجهم الخاص في أكثر من 20 دولة، منها: البرازيل، وكندا، وكولومبيا، وفرنسا، واليابان، وإيطاليا، والمكسيك، والمملكة المتحدة، وفي وقت سابق من هذا العام، قمنا بإطلاق باكورة إنتاجات باللغة العربية، تحوي مسلسلات وأفلاماً، في إطار البحث الدائم عن مشاريع جديدة وجذابة تروق للجمهور العالمي ومنطقة الشرق الأوسط.

شراكات محلية
ويشير «لافارغ»، قائلاً: هناك العديد من التطبيقات والقنوات الفضائية المشفرة التي تقدم الخدمات نفسها، لكن بطرق مختلفة في المحتوى والنوعية، وعن المنافسة فيما بينهم، قال: نحن نسعى باستمرار إلى إقامة شراكات محلية قوية في جميع أنحاء العالم للوفاء باحتياجات المستهلكين، وفي إطار بحثنا عن المزيد من الطرق للتفاعل مع جمهور منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قمنا مؤخراً بتوقيع أول اتفاقية شراكة في المنطقة مع قنوات OSN، من خلال دمج خدماتنا، حيث توفر هذه الشراكة المزيد من خيارات الترفيه والقيمة والراحة، وسوف يتمكن عملاء OSN من الوصول بسهولة إلى مكتبة Netflix والاستمتاع بأفضل ما يقدمه الطرفان من محتوى ترفيهي، كما تعاونا مؤخراً مع شركة «فيرجن موبايل» في دولة الإمارات لنسمح للعملاء بدفع قيمة اشتراكهم في Netflix من خلال فاتورة الهاتف الشهرية.

مليار ساعة
ومع تعدد التطبيقات الإلكترونية والقنوات المشفرة التي توفر أعلى خدمات ترفيهية للمشاهدين، كان ولا بد من التساؤل عن مستقبل السينما، وعن ذلك قال «لافارغ»: يحب الناس المحتوى التلفزيوني، فهناك أكثر من مليار ساعة من البث التلفزيوني يتم مشاهدتها في جميع أنحاء العالم يومياً، وفي سوقنا المحلي في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، واصلت شركة HBO النمو إلى جانب Netflix، كما هو الحال مع مزودي محتوى آخرين، وإن الشيء الذي لا يحبه الناس هو أن يكونوا مضطرين لمشاهدة البرامج أو الأفلام في وقت معين وعلى أجهزة محددة، وهذا هو السبب وراء تزايد خدمات البث عبر الإنترنت (OTT) مثل Netflix التي توفر المحتوى عبر الإنترنت أينما وحيثما رغب المشاهد، وإذا أخذنا نتفليكس على سبيل المثال، فإن أعضاء الشبكة هم الذين يتحكمون بتجربة المشاهدة الخاصة بهم، ولديهم كل الحرية في اختيار المشاهدة على أكثر من 1700 جهاز مختلف بما يتناسب مع تفضيلاتهم واحتياجاتهم. وأضاف أن خدمة التلفزيون في تطور مستمر، ويحمل الإنترنت الابتكار إلى هذا السوق، كما هو الحال في العديد من الأسواق الأخرى، وفي حين أن فعاليات محددة، مثل الرياضة أو الأخبار تصلح للبث التلفزيوني المباشر، فإن المستهلكين يسعون بشكل متزايد وراء حلول ترفيهية حسب الطلب، ونحن نشهد هذا التحول يحدث بالفعل مع شبكات تلفزيون تقليدية بدأت تطلق مكوناً رقمياً على شبكتها مثل تطبيق CBS All Access، وHBO Now، وشبكات Hulu،BBC iPlayer.

تلفزيون الإنترنت
لكن مع كل ذلك سيظل الناس يستمتعون دائماً بزيارة صالة السينما، وفق ما أكده «لافارغ»، وقال: يعتبر التحول نحو تلفزيون الإنترنت أمراً رائعاً بالنسبة للمستهلكين الذين باتوا يستمتعون بتشكيلة أوسع من المحتوى الرائع، حيث يمكنهم المشاهدة متى وأينما أرادوا، لكن سيبقى الذهاب إلى السينما تجربة رائعة لقضاء الوقت في الخارج، ومصدراً كبيراً للترفيه لا يمكن استبداله بأي شيء آخر، تماماً مثل حقيقة أن الناس ما زالوا يذهبون إلى المطاعم رغم أنهم ببساطة يمكنهم طهي الطعام في المنزل.

أساليب غير قانونية
وفي مقابل ذلك، تحدث «لافارغ» عن عملية ترفيهية أخرى غير قانونية، وهي «القرصنة الإلكترونية» التي تؤثر سلباً بشكل أو بآخر على الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية، وأيضاً التطبيقات والقنوات، وعن هذه المواجهة قال: الناس مستعدون لدفع سعر عادل مقابل محتوى رائع، يتم تسليمه لهم دون متاعب كلما أرادوا ذلك بدلاً من اللجوء إلى أساليب غير قانونية، وإن مساعينا لتأمين الحقوق العالمية وبث جميع الإصدارات الأصلية في وقت واحد لأعضائنا العالميين سيساعد في مواجهة القرصنة، وقد تم تسجيل انخفاض ملحوظ في القرصنة في البلدان التي نعمل فيها مثل الولايات المتحدة وكندا، حيث كان لنا الحضور الأطول، وفقاً لتقارير Internet Phenomena من شركة ساندفين حول تحميل الأفلام والبرامج مجاناً، وتأتي أرقام المشاهدات والاشتراكات السنوية لتطبيق نتفليكس، لتؤكد انخفاض معدلات التحميل عبر المواقع غير القانونية، لذا استثمرنا ما يصل إلى 8 مليارات دولار هذا العام في المحتوى، لأننا نبحث باستمرار عن الأفضل للمشاهدين من جميع أنحاء العالم.

سبل راحة
وفي السياق نفسه، تحدث مارتن ستيوارت الرئيس التنفيذي للقنوات المشفرة OSN، حول دور القنوات المشفرة في تقديم محتوى نوعي للمشاهد، وتأثير هذه الخدمات والمنصات الرقمية على السينما، وقال: لاحظنا في السنوات الأخيرة ازدياد عدد المشاهدين الذين يستهلكون معظم محتواهم الترفيهي عبر الإنترنت، من خلال تقديم المزيد من الأفلام ليتم عرضها على القنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية وفي أسرع وقت ممكن بعد إصدارها في السينما أو تزامناً مع إصدارها عبر «بوكس أوفيس» التي تتيح عملية شراء الفيلم الجديد لمشاهدته في المنزل، ولا أحد ينكر أن سبل الراحة والاستمتاع بأضخم الأفلام من هوليوود وبوليوود والأفلام العربية في أي وقت ومن أي مكان وعبر أي جهاز لوحي، ساهمت وبشكل كبير في تحويل دفة المشاهدات عبر المنصات الرقمية، بدلاً من أن تكون السينما هي المصدر الترفيهي السينمائي الوحيد.

رونق خاص
ويرى ستيوارت أن السينما لا يزال لها رونقها الخاص، للاستمتاع بالأجواء العائلية والتقنيات السينمائية المختلفة، لكن في الوقت نفسه الخدمات التي توفرها القنوات المشفرة والتطبيقات والمنصات الرقمية الأخرى، تتيح للجمهور مشاهدة الأفلام التي لم يتمكن من مشاهدتها في السينما خلال الفترة المحددة لعرض الفيلم، وينطبق هذا الأمر كثيراً على الأفلام التي يتم عرضها لفترات قصيرة في السينما مثل الأفلام المستقلة، وبذلك يمكن للمشتركين أن يستمتعوا بمشاهدة الأفلام التي فاتتهم في السينما عن طريق التطبيقات الإلكترونية والقنوات المشفرة المختلفة.

طريقة إيجابية
ويتفق «ستيوارت» مع ما أكده «لافارغ» مدير الاتصالات التقنية والمؤسسية في الشرق الأوسط بـ«نتفليكس»، حول الاتفاقات بين القنوات والتطبيقات والتي تخلق طريقة إيجابية، حيث تعمل خدمات البيع والإيجار للأفلام، على زيادة الشريحة الجماهيرية للفيلم، وفي الوقت نفسه تحد من تأثير عمليات القرصنة الإلكترونية التي تتسبب في خسارة فادحة لجميع الأطراف، وقال: نجحنا هذه السنة في إزالة 97.4% بالمئة من الروابط غير القانونية المبلغ عنها للأفلام العربية من شبكة الإنترنت، كما قمنا بالعمل مع السلطات لإجراء 240 مداهمة في المنطقة، تم خلالها مصادرة ما يقارب 112 ألف جهاز بث غير قانوني.

السينما لن تتأثر
وكان لدى بعض مسؤولي دور العرض وجهة نظر أخرى، عن مستقبل الحضور السينمائي في ظل انتشار التطبيقات والمواقع والخدمات السينمائية الأخرى، حيث أكد عبد الرحمن بن علي الطواش، رئيس مجلس إدارة سينما «سيني ماكس» في الإمارات ودول الخليج، أن التطبيقات والمنصات الرقمية التي تقدم خدمات سينمائية لا تؤثر على الحضور السينمائي إطلاقاً، أو مدى النجاح الذي يحققه الفيلم، لكنها تحتاج إلى عملية اتفاق وتنسيق مع الصناع بشكل مباشر من جهات منتجة وموزعة للفيلم، ويرى الطواش أن تطور السينما نفسها بتوفير تقنيات جديدة وأجواء مختلفة تعمل على جذب الجمهور لمشاهدة عروض لن يشاهدها بهذه التقنيات إلا في صالات السينما مثل تقنية 4D والتي تجعل المشاهد وكأنه يعيش أحداث الفيلم نفسه، إلى جانب المؤثرات الصوتية ووجود شاشات عرض بحجم وتقنيات مرئية مختلفة مثل «ماكس» و«ماكس دولبي»، فيعتقد أنه بذلك لن تستطع هذه الخدمات سحب البساط من دور العرض السينمائي، التي لها في الأساس متعة للذهاب إليها وخوض تجربة فريدة من المشاهدة.

خدمات مميزة
فيما قالت ميشيل والش، الرئيس التنفيذي للعمليات لشركة ماجد الفطيم للسينما، «فوكس سينما»: نركز دائماً على تطوير عروضنا الترفيهية وخدماتنا المميزة في دور السينما، إلى جانب توفير أحدث التقنيات في ناحية الصوت والصورة، حتى نستمر في الإقبال القوي على الحضور السينمائي، فمن ناحيتنا نحن نواصل تحقيق معدلات نمو قوية لأعمالنا في جميع أنحاء المنطقة، ونتوقع أن نختتم العام عند 18 مليون زائر، إلى جانب أننا نجحنا في توسيع قاعدة عملائنا بنسبة 50% العام الماضي. ولفتت ميشيل إلى أن هناك العديد من التجارب الفريدة في عالم الترفيه السينمائي من حيث التقنيات المتقدمة التي لن يجدها عشاق السينما عبر أي شاشة أخرى، لذلك ستواصل السينما تألقها مع مجموعة واسعة من المفاهيم السينمائية والتجارب الرائدة، وقالت: ارتياد دور السينما لا يقتصر على مشاهدة الأفلام فحسب، بل الهروب من الواقع لبضع لحظات والانغماس في أقوى الأفلام، فإن توفير تجارب فريدة هو عامل رئيسي للحفاظ على ثقافة مشاهدة الأفلام في السينما، ما يجعل عشاق الأفلام يعودون إلى السينما لمشاهدة المزيد.

سينمائية ودرامية
المنتج طرف رئيس في عملية انتشار وتوزيع الفيلم أو المسلسل وأرباحهما بين عوالم التطبيقات والقنوات وتأثير ذلك على حضور الجماهير لدور السينما، هذا ما أكده المنتج أحمد زين، موضحاً أن التطبيقات الإلكترونية والقنوات المشفرة وما تقدمها من خدمات سينمائية ودرامية وترفيهية أخرى، هي عملية مكملة لنجاح العمل الفني، وتحقيقه إيرادات أعلى ونسبة مشاهدة وانتشار أكبر، خصوصاً أن هذه المنصات تعتبر رسمية، وتأخذ حقوق عرض الأفلام باتفاقات مسبقة مع جهات التوزيع وشركات الإنتاج مع جميع أطراف منصات العرض، حتى لا تؤثر إحداها على الآخر، منوهاً إلى أن المنصات الرقمية والقنوات مكنت المشاهدين من متابعة العمل الفني في أي وقت، خصوصاً ممن فاتهم فيلم ما بدور العرض، وهذه من وجهة نظره من أكثر الميزات التي تتمتع بها التطبيقات. واعتبر زين أن السينما لا منافس لها، لا سيما أنها تزال تتمتع برونق وطقوس خاصة لارتيادها، وقال: مهما كثرت التطبيقات والمنصات الرقمية، فعادة الذهاب إلى السينما لن تتلاشى، خصوصاً أنها الأساس في خلق تجربة ترفيهية فنية متكاملة للمشاهد.

قرصنة إلكترونية
أما المنتج علي المزوقي الذي يعرض له حالياً الجزء الثاني من «هجولة» في دور العرض المحلية، فيوافق أحمد زين الرأي، في أن القرصنة الإلكترونية للأفلام هي الأكثر تأثيراً على السينما وحضورها الجماهيري، ورغم تكاتف الجميع لوضع قوانين وحلول لها ومطالبات بمصادرة أجهزة البث غير القانوني ومعاقبة جرائم المحتوى، فإنها لا تزال موجودة حتى الآن، على عكس شبكات العرض المنزلي المتمثلة في التطبيقات الإلكترونية والقنوات المشفرة، التي تتيح توفير خدمات سينمائية ودرامية تعود بالإفادة لمنتجيها والمشاهد نفسه.
وأوضح المرزوقي أن لكل مجال جمهوره، فهناك من تعود على مشاهدة القنوات في التلفاز، والبعض الأخر يفضل تجربة التطبيقات الإلكترونية، لكنه يؤكد أن التكنولوجيا الحديثة والعالم الرقمي، لن تستطع تهميش الدور الكبير الذي تلعبه السينما في جعل تجربة السينما مختلفة، من حيث شكل القاعات والخدمات التقنية الجديدة، وأنواع الأطعمة والإضاءة وتصنيف المقاعد، فتطور صالات العرض نفسها، وتقديمها خدمات أفضل يجعلها في المقدمة دائماً.

رأي الجمهور
المستهلك لهذه الخدمات في النهاية له الدور الأكبر في إنجاحها، وله أيضاً الحق في الاختيار بين أن يعيش تجربته الفنية الترفيهية ما بين التطبيقات والمنصات الرقمية ودور العرض السينمائي، حيث أكد أحمد رشدان أنه رغم الانتشار الكبير الذي حققته التطبيقات الإلكترونية وسهولة استخدامها، وعرضها لمجموعة كبيرة من الأفلام والإنتاجات الحصرية من المسلسلات الأجنبية، فإنه من عشاق السينما، حيث يرتادها أسبوعياً بشكل مستمر، نظراً لأنه يرى أن الاتفاق مع الأسرة للذهاب للسينما، له طقوس لن يشعر بها مستخدم التطبيقات والخدمات الترفيهية الأخرى. وترى هبة ربيع أن التطبيقات الجديدة تمثل خدمة لعشاق السينما والدراما، خصوصاً أن الكثير من الجمهور لم يعد لديه الوقت الكافي للذهاب للسينما، إذ أصحبت التقنيات الجديدة شاملة وتعطي خيارات متميزة وسريعة في الوقت نفسه.
وأكد محمد أحمد أنه من هواة الذهاب إلى السينما لمشاهدة الأعمال الجديدة، ليستمتع بمشاهدة العرض عبر شاشة ضخمة مع مؤثرات صوتية مميزة، مبيناً أن هذه الأجواء الترفيهية لها صدى في نفسه أكبر من أن يشاهد الفيلم على جهاز لوحي.
وأوضحت سوسن صلاح أنها لا تشعر بالمتعة عندما تشاهد عملاً سينمائياً عبر جهاز لوحي.

«نتفليكس» تطلق «جنّ» باللغة العربية
أعلن يان لافارغ مدير الاتصالات التقنية والمؤسسية في «نتفليكس»، عن إطلاق مسلسل «جنّ»، وهو أول مسلسل باللغة العربية من إنتاجهم، وقال: نحن متحمسون لأن نقدم لعشاق الترفيه في الشرق الأوسط محتوى محلياً جرى إنتاجه في المنطقة، وبأن نقدم قصصاً عربية مذهلة عند إطلاق هذا المسلسل، الذي يجري تصويره حالياً في الأردن، ويتكون من ست حلقات ومن المتوقع إطلاقه لجميع أعضاء شبكة Netflix في عام 2019.

سلاح ذو حدين
يرى حسام الدين محمد، ضابط تقنية معلومات، أن المجال السينمائي استفاد كثيراً من التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، التي أصبحت سلاحاً ذا حدين، فإذا تم توظيف التكنولوجيا في عمليات الصوت والصورة والإضاءة والإخراج، يمكن أن تسهم في زيادة عملية التشويق والإثارة والمتعة لدى المشاهد، أما ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة من إصدار تطبيقات تحوي أفلاماً ومسلسلات ومنتجات ترفيهية أخرى، فقد أثرت بالسلب على الحضور السينمائي، لأنها لعبت على وتيرة الحياة العملية والضغوطات الحياتية التي جعلت من هذه التطبيقات مخرجا للترفيه بشكل أسهل وأسرع من الذهاب إلى السينما، موضحاً أن التطبيقات من الناحية التقنية سهلة الاستخدام، لكن مخاطرها تكمن في ضرورة رقابة العائلة لمستخدميها من فئة الصغار، لا سيما أنها تتيح للآخر خدمة ترفيهية من دون رقيب.

بدايات «نتفليكس»
1997: تم تأسيس التطبيق والشركة.
2007: إنشاء خدمة البث.
2010: أول توسع دولي إلى كندا.
2011: التوسع إلى أميركا الجنوبية والوسطى والمكسيك.
2012: دخول السوق الأوروبية للمرة الأولى في المملكة المتحدة، إيرلندا والسويد والنرويج وفنلندا والدنمارك.
2013: هولندا.
2014: أكبر توسع دولي بعد أميركا اللاتينية مع الدخول إلى ست دول أوروبية، هي بلجيكا وفرنسا وألمانيا والنمسا وسويسرا ولوكسمبورج.
2015: الدخول إلى آسيا ومواصلة التوسع في أوروبا - كوبا، أستراليا - نيوزيلندا واليابان وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال.
2016: أصبحت شبكة Netflix موجودة في 190 دولة حول العالم، بما فيها دول في منطقة الشرق الأوسط.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©