الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة العمارة الإسلامية تستعرض جماليات «العثمانية» وجامع الشيخ زايد

ندوة العمارة الإسلامية تستعرض جماليات «العثمانية» وجامع الشيخ زايد
13 ديسمبر 2010 20:58
اختتمت صباح أمس في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية الندوة الدولية الموازية لمهرجان الفنون الإسلامية “نقش ورقش” التي أقيمت جلساتها على مدى اليومين الماضيين تحت العنوان “القيم الجمالية للعمارة الإسلامية” والتي نظمها المركز العربي للفنون التابع لإدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة منظمة المهرجان. وشهد المتحف مساء أمس الأول الجلسة الثانية من الندوة، ورأسها الدكتور فيصل سلطان وشارك فيها من تركيا الدكتور عبد الحليم أوغلو بورقة بعنوان”الجمالية لدى شيخ العمارة العثمانية سنان” ومن تونس الدكتور محمد بن حمودة بورقة بعنوان “العمارة الإسلامية ورهان التعبير عن الكلي بمفردات المحلي” ومن السودان محمد حسن بورقة “جماليات العمارة الإسلامية بمدن شرق أفريقيا”. في مستهل بحثه أورد عبد الحليم أوغلو أن المعماري الكلاسيكي العثماني سنان قد تأثر بجمالية التراث المعماري الإسلامي في بلاده، فاقتبس منه كل ما أفاده في إبداع طراز معماري أصيل شارك في تأسيس مدرسة معمارية عثمانية متميزة. ثم تناول في بحثه مذكرات المعماري سنان التي تحدث فيها عن خبرته المعمارية وتأثره بالعمارة البيزنطية والعمارة المحلية ما مكنه من “خلق طراز معماري إسلامي عثماني جديد من شأنه أن يلبي متطلبات العبادة، ويحقق الجمالية المنشودة، ويأخذ في الحسبان قضايا العمارة، فأبدع طرازاً معمارياً إسلامياً عثمانياً وذلك بخبرة ومهارة، وذكاء ورغبة في التجديد والابتكار والإبداع”. ورأى الدكتور محمود بن حمودة أن “العمارة الإسلامية قد واظبت على استلهام الشعر وعلى التوجس من صورية الفن، شأنها في ذلك شأن تصوير المصغرات مقارنة بالتصوير ذي المقاس الكبير”. أما محمد عبد الرحمن تحدث “لا ينفصل التأمل النقدي في جماليات العمارة اليوم عن التفكير نقديا في الخطاب الفلسفي والتاريخي والاجتماعي المعاصر. ونسبة لهذا الارتباط بين ميدان العمارة وميدان نقد الخطاب النظري كان مجال العمارة من أكثر الميادين التي تم فيها تطوير عدة مفاهيم نقدية مؤثرة منها مفهوم ما بعد الحداثة الذي تم استجلاء تضميناته في مجال العمارة بقدر أكبر من كل الميادين الأخرى”. وفي صباح أمس جرى دمج جلستين في جلسة واحدة رأسها الدكتور محمود شاهين من سوريا وشارك فيها من مصر الدكتور السيد هويدي بورقة”منهجية الفن الإسلامي بين فلسفة البعد الواحد واللقاء مع التجريد” ومن العراق الدكتورة وسما الآغا بورقة “القيم الجمالية والروحية للمنارة الملوية في سامراء” وقرأ البحث بالنيابة عنها الدكتور ماهود أحمد. وقدم الدكتور يحيى محمد أحمد ورقة بعنون “القيم الجمالية لمسجد زايد بن سلطان”. ومما جاء في ورقة الدكتور يحيى محمد أن “مسجد زايد بن سلطان يعد جامعاً للقيم الجمالية للفنون الإسلامية، فقد تم تخطيطه وتنفيذه ليكون شاهداً على النهضة الحديثة في أبوظبي بجمع كل القيم الجمالية للعمارة الإسلامية تحت سقف واحد في مدخل جزيرة أبوظبي”. فرصد في ورقته القيم الجمالية في هذا المسجد من حيث جماليات الخط وجماليات استخدام الرخام والأحجار الملونة ومفرداته المعمارية الأخرى. وأما الدكتور هويدي قال في بحثه إن “القيمة الجوهرية الكامنة في الفن الإسلامي هي إيقاعه وتجريده وما يصاحب ذلك من إحساس موسيقي رائع لا يجاريه فيه أي فن آخر”. مشيرا إلى أنه “من أجل ذلك لم تكن وظيفة الفن الإسلامي نقل المرئي، بل إظهار ما هو غير مرئي ومحاولة الإحساس بقوانين الرياضيات التي تحكم هذا الوجود وتأكيدأ لهذه القيم اتجه الفن الإسلامي إلى الهندسة والتجريد في الأرابيسك معتمدا على التماثل والتناظر والتبادل وتعدد المساحات في توزيعها والإيقاع الخطي المتراقص الذي يوحي بالمسرة والشعور بالمتعة البصرية”. وورد في ورقة الدكتورة وسماء الآغا أن “الجوامع والمساجد وزخرفتها وإيقاع أعمدتها وأنواع أقواسها وقبابها قد حظيت بأهمية خاصة حيث تطورت أساليب بناءها وطرزها وخاصة في المآذن التي واكبت انتشار الإسلام وتنوعت إشكالها وهيكليتها بين المربعة والمضلعة والاسطوانية والمزدوجة الأبراج والملوية الحلزونية الشكل والتي اعتبرت ابتكارا نوعيا خاصا ومتفردا وكانت مفيدة للدراسات التاريخية والتوثيقية بشكل خاص أكثر من الدراسات والبحوث الجمالية”. وفي الختام خرجت الندوة بالعديد من التوصيات كان من بينها ضرورة مراعاة القيم الجمالية العربية الإسلامية في العمارة المعاصرة في البلاد العربية والتشريع الرسمي بذلك، بما يحفظ استمرار هذه العمارة، كما أوصت بالتأكيد على مراعاة كل ما يمت بصلة إلى البيئة في التصاميم المعمارية العربية المعاصرة وتوسيع وتعميق العلاقات الثقافية بين الدول الإسلامية في مجال الفنون العربية المعاصرة والتأكيد على ضرورة حضور البعد الاجتماعي في التخطيط العمراني بحيث يكون هذا الأمر موضوعا للندوة المقبلة في سياق مهرجان الفنون الإسلامية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©