9 سبتمبر 2012
مصمم الأزياء المصري محمد جمال يرى أن العباءة زي ساحر يمنح المرأة العربية خصوصية وتفردا في أي مناسبة، ويحقق لها الطلة الأنيقة والإحساس بالانطلاق. وهو ما حاول تحقيقه في مجموعته الأخيرة فهي تستخدم كل جديد في الموضة من دون أن تؤثر في شخصية العباءة، فقامت المجموعة على تنوع الأفكار مع الالتزام بحشمتها ووقارها فظلت تخفي تفاصيل القوام ما يجعل من ترتديها متألقة دائما سيما مع ألوان فوسفورية وجدت طريقها لتضيء سواد العباءات.
ماجدة محيي الدين (القاهرة) - البحث عن أفكار جديدة لتطوير العباءة هي أبرز ملامح المجموعة الجديدة التي طرحها مؤخراً مصمم الأزياء محمد جمال، والذي يقول عنها “أبحث في كل موسم عن أفكار لتطوير العباءة بحيث تبقى عصرية، وأخاطب في تصاميمي شرائح عمرية متباينة، وتبع أسلوبا يراعي تنوع الأذواق”، مشيرا إلى أنه انحاز في هذه المجموعة للجرأة في الألوان وابتكار أشكال جديدة من الإكسسوارات بعضها مستوحى من الفنون التراثية، والآخر يعكس الطابع العصري ويساير الاتجاهات الجديدة في عالم الأناقة والموضة.
الشكل التقليدي
يقول جمال “اعتمدت على استخدام الألوان الزاهية التي تغير الشكل التقليدي للعباءة السوداء وقدمت القصات المنوعة لتبدو العباءة متجددة بتفاصيل فنية شديدة الثراء والجرأة، وهو ما جعل التصاميم مبهرة وناعمة نتيجة التمازج اللوني الرائع بين الأسود المميز للعباءة الخليجية والألوان الفسفورية اللافتة التي فرضت نفسها هذا الموسم”.
ويشير إلى انه انتقى خامات راقية من الحرير والكريب والشيفون والجرسيه وحاول أن يحلق بعيدا عن النمطية والقوالب التي تقيد حريته في الابتكار، موضحا أن الاكسسوارات لعبت دورا مهما في إضافة اللمسات الراقية خاصة أنها تظهر بشكل فني وكأنها رسوم يدوية تعكس المهارة اليدوية للفنيين المهرة الذين يراعون الدقة والتشطيب الراقيين لكل قطعة.
ويوضح جمال أن المجموعة ضمت عباءات مميزة لفترة بعض الظهر وأخرى للمساء والسهرات، وبعضها ينافس أكثر فساتين السهرة أناقة، وتم توظيف الدرابيهات الرقيقة الضيقة لتمنح العباءة روحا مختلفة، وتميزت بعض الموديلات بالأكمام الواسعة والكشاكش التي تجعلها أشبه بجناحي الفراشة، مشيرا إلى أن الاستعانة بالتطريز بالبابيت والخرز والفصوص اللامعة كان في أضيق الحدود وبهدف إضفاء لمسات من البريق على عباءات المساء.
ويؤكد أنه يراعي قبل تنفيذ أي مجموعة التعرف على أحدث الخامات والأقمشة التي يختار منها ما يلائم طبيعة الموديل، مشيرا إلى أن دخوله عالم الموضة والأزياء الراقية كان من خلال تصميم فساتين السهرة والزفاف، لكنه وجد في العباءة تحديا لأن هناك شريحة كبيرة من النساء تبحث عن عباءة راقية مميزة ولا تجد ما يناسبها من تلك النوعيات الجاهزة التي تطرح بكميات كبيرة في الأسواق.
لا للمستورد
يرى جمال أن “العباءة الجاهزة مستوردة من دول لا تعرف ثقافتنا وذوقنا وهي لا تعتني بالترف والتفرد وهو ما دفعني لتأسيس دار أزياء “سمر ستايل” قبل سنوات لتقدم موديلات تلائم العصر، وتنسجم مع أذواق المرأة العربية، وفيها الموديلات المرشحة للفتيات اللاتي يقبلن على ارتداء العباءة، ويحرصن على الطلة الشبابية، وتصاميم للمرأة الناضجة التي تهتم بأن تبدو غاية في الأناقة مع عباءة مواكبة للموضة ومن أجود الأقمشة وتحقق لها الإحساس بالراحة وحرية الحركة”.
وحول اهتمامه بالإكسسوارات ما جعلها عنصرا لافتا في تصاميمه، يقول جمال “أرسم الموديلات ثم أضيف الإكسسوار على الرسم الذي يبرز القصات وأبحث عن خامات الاكسسوار الملائم”. ويضيف “في هذه المجموعة قدمت إكسسوارات متنوعة منها الجلود الملونة والخيوط الحريرية وشرائط الساتان، وتم تطريز العباءات بأسلوب فني لتصبح زهورا مجسمة تحتل مكانها على التصميم والطرحة، إلى جانب الاستعانة بتكنيك الطباعة لبعض الكتابات بالخط العربي وهي أحد الملامح التي فرضت نفسها على الأزياء والاكسسوارات في الفترة الأخيرة، ووجدت “السيرما” ملائمة لعدد من الموديلات”.
ويوضح أن العباءة تتميز بأنها فضفاضة وتخفي تفاصيل القوام لكن هناك من تشعر بالقلق أن تجعلها العباءة تفتقد الطلة الرشيقة ولذلك فإن بعض التصاميم تتضمن حزاما يتحكم في اتساع الموديل ليناسب القوام الممشوق المتناسق.
ويشير إلى أنه يبذل عناية فائقة لاستخدام الألوان والاكسسوارات التي تجعل العباءة السوداء أكثر إشراقا وبهجة من دون أن تجنح للمبالغة أو الصخب الذي يفقدها رونقها وجمالها، موضحا أن لكل موديل ما يناسبه من اكسسوارات مكملة ترتبط به بشكل متناغم ومنها الطرحة والحزام والحقيبة.
عدد اليوم
