الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف نحقق «السعادة المستدامة»؟!

كيف نحقق «السعادة المستدامة»؟!
13 فبراير 2020 00:27

حين نسمع كلمة «الاستدامة» يتبادر لأذهاننا أمور مثل الصناعات الصديقة للبيئة ومشاريع إعادة التدوير واستخدام الطاقة النظيفة.. لكن هل تعلم أن هناك دراسات تتعلق بوجود سعادة مستدامة صديقة للبيئة أيضاً؟
ضمن فعاليات المؤتمر الأول في العالم حول المدن المستدامة «المنتدى الحضري العالمي» الذي يقام حالياً في أبوظبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. ألقت الأستاذة بجامعة الإمارات لويس لامبرت Louise Lambert كلمة تستعرض فيها نتائج أبحاث علم النفس الإيجابي حول موضوعات السعادة في ظل مفاهيم الاستدامة والتطور الحضري.

الأشجار تقي من الأمراض
قالت لامبرت: إن العديد من الدراسات أثبتت أن البنية التحتية للمدن، مثل تصميم المباني والشوارع، لها أثر نفسي على مشاعر الناس وتفاعلاتهم الاجتماعية. وإن توفير المناظر الطبيعية (مثل الأشجار والمساحات الخضراء) لا يعتبر نوعاً من الرفاهية، بل يؤثر في العديد من جوانب الحياة.. ففي دراسة هولندية فحصوا السجلات الطبية لنحو 340 ألف شخص، ليجدوا أن كلما زادت المناظر الطبيعية المحيطة بالمنزل في دائرة قطرها كيلومتر واحد، قلت نسبة إصابة قاطنيه بـ 15 مرضاً مختلفاً، مقارنةً بالذين يعيشون في أماكن لا توجد فيها أي مظاهر للطبيعة.. وأوضحت أن ذلك يشمل أمراضاً مثل الاكتئاب والسمنة والأرق، وما يتبع ذلك من زيادة معدل الوفيات.
ومقابل كل كيلومتر يمشيه الانسان خلال اليوم، هناك انخفاض بنسبة 5% في السمنة، بينما ترتبط كل ساعة إضافية تقضيها في السيارة باحتمال أكبر للإصابة بالسمنة بنسبة 6%.. فهل المساحات متوافرة للناس في كل المدن الحديثة؟ المناطق عالية الكثافة شوارعها أصغر وتستوعب عدداً أقل من السيارات، وأرصفتها ضيقة ومناطق المشاة فيها محدودة، وهو ما يزيد الضغط النفسي على الناس.

الحدائق تزيد الأمان
أضافت لامبرت أن الطبيعة قد تؤثر أيضاً في زيادة الشعور بالأمان في المجتمع.. إذ تشير الدراسات إلى أن زيادة الغطاء الشجري بنسبة 10% أدى إلى انخفاض بنفس النسبة في معدلات الجرائم! وتفسير ذلك أن العيش في أماكن خضراء يقلل من السلوك العدواني، ويحسن الحالة النفسية، بما يزيد من استعداد الناس للتعاون فيما بينهم.

الطبيعية تدر المال
المساحات الخضراء ومظاهر الطبيعة، تؤدي لزيادة قيمة العقارات وازدهار الاستثمارات، وهو ما يخلق فرص عمل، بالإضافة لزيادة جودة الهواء وتقليل الاحتباس الحراري في المناطق الحضارية. وقد أظهرت دراسة أجريت في خمس مدن أميركية، أن كل شجرة قد تكلف ما بين 13 إلى 65 دولاراً سنوياً، لكنها تدر علينا عوائد أكبر بكثير تقدر قيمتها من 31 إلى 89 دولاراً لكل شجرة، وهو استثمار ممتاز له عوائد صحية واستثمارية تتجاوز حدود الحديقة ذاتها.. كما يجب أن يصل التخضير للمناطق الفقيرة، حيث الناس في حاجة أكبر إليه.

مدن تقضي على الوحدة
عند انتقال شخص لمدينة حديثة، غالباً ما يزيد شعوره بالوحدة.. وقد كشفت الدراسات أن زيادة هذا الشعور ضار بالصحة، مثل التدخين بالضبط! والحل؟ زيادة الروابط الاجتماعية ولقاء أشخاص جدد.. ويمكن لتصميم المدينة أن يساهم في تشجيع الناس على ذلك، عن طريق توفير الأرصفة الواسعة ومسارات الدراجات و المساحات العامة التي تسمح للناس بالحركة والتواصل والتعارف وقضاء وقت ممتع.

التداوي بالفن
أخيراً، تلعب الفنون دوراً في الرفاهية الاجتماعية.. فقد أظهرت دراسة أجريت في مدينة نيويورك أن المساواة في إتاحة الفنون للناس، تجعل الأطفال الأقل في المستوى المادي والاجتماعي، أكثر تفوقاً في الرياضيات واللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى انخفاض في معدل الجرائم. الفنون تهذب النفس.. ويمكن أن تجلب المال أيضاً. فقد وجدت دراسة شملت 47 مدينة، أن ارتفاع الإنفاق الثقافي بنسبة 10% لكل شخص، كان مرتبطاً بزيادة في إجمالي الناتج المحلي للفرد بنسبة بلغت 1.7%.
وأنهت لامبرت كلمتها بالقول، إنه عند التفكير على المدى الطويل، فإن المساحات الخضراء والفنون يبدو أنها تؤتي ثمارها عندما يتعلق الأمر بالصحة والسعادة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©