الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التبرع بالدم نهر يتدفق بالحياة في شرايين المرضى والجرحى

7 أكتوبر 2011 22:09
ينتظرون دورهم أمام حافلة نقل الدم، يطرحون الأسئلة المتعلقة بدمهم ونوعه بكل هدوء وتركيز فيما يجيبهم الفريق المختص دون كلل أو ملل، تتفاوت أعمارهم وتختلف جنسياتهم لكنهم يتسابقون للتبرع بالدم بين فترة وأخرى دون مقابل مادي، قرروا أن يكونوا تحت الخدمة والطلب متى استدعت الحاجة لفصائل الدم، مدركين أن قطرات الدم التي يتبرعون بها كفيلة بأن تنقذ الكثير من المحتاجين للدم. الدم هذا السائل الذي يحمل الأكسجين إلى أجسامنا ويخلصنا من ثاني أكسيد الكربون، هو أيضا سائل النمو المحمل بالمواد الغذائية التي تزود سائر أجزاء الجسد، لكل شخص منذ بداية الخليقة فصيلة دم خاصة به يرثها من والديه ولحامل كل فصيلة أطعمة مناسبة. لذلك ليس غريبا أن نجد الكثير من الناس يقبلون على التبرع بالدم باعتباره حاجة إنسانية تساعد في إنقاذ المرضى والمحتاجين، مؤكدين أن قطرة دم قد تنقذ أرواح آلاف المحتاجين من المرضى. آلاف المتبرعين يقول الدكتور أمين الأميري، وكيل وزارة الصحة المساعد للممارسات الطبية والتراخيص، رئيس اللجنة الوطنية العليا لخدمات نقل الدم، إن مركز خدمة نقل الدم والأبحاث يلبي الاحتياجات اليومية من الدم لـ33 مستشفى حكوميا وخاصا داخل الدولة، مشيرا إلى أن هناك 298 ألف متبرع في الدولة منهم نحو 40 ألف متبرع دائم. ويكشف الأميري أن الإمارات لديها مخزون إستراتيجي للدم يقدر بثلاثة آلاف وحدة دموية يمكن استخدامها في الحالات الطارئة. وذكر أن الإمارات تعتبر أول دولة في المنطقة عملت على توفير مخزون إستراتيجي للدم، كما أنها الدولة العربية الوحيدة العضو في الشبكة الدولية للتبرع بالنخاع حيث يوجد بها 67 متبرعا بالنخاع الشوكي. من جانبه، يذكر الدكتور مازن قطب، ممارس عام، أن واحداً من كل عشرة مرضى يدخلون المشفى في حاجة إلى نقل الدم خصوصاً المرضى الذين يعانون من الأمراض المستعصية وأثناء العمليات الجراحية الكبرى، وكذلك الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث خطيرة فقدوا على إثرها كمية كبيرة من الدم، ويضاف إلى ما سبق أن مكونات الدم تستخدم في علاج حالات مرضية خطيرة وعديدة تهدد حياة الكثيرين، فالبلازما تستخدم لتعويض مرضى الحريق الذين يعانون من فقد كميات كبيرة من البلازما، وتستخدم كريات الدم الحمراء في علاج حالات فقر الدم الشديدة (الأنيميا) وأمراض الدم الخطيرة التي تسبب تكسر كريات الدم الحمراء مثل (الثلاسيميا والأنيميا المنجلية). العلاج المثالي يقول قطب «يستخلص من الدم كذلك الصفائح الدموية والبروتينات المضادة لأمراض النزف، كما أنه من فوائد التبرع بالدم أنه ينشط الدورة الدموية، حيث يتم تنشيط نخاع العظم لإنتاج خلايا الدم المختلفة بعد التبرع بالدم، والتقليل من احتمال الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين لأن التبرع بالدم يقلل نسبة الحديد في الدم والتي ثبت علمياً أن زيادة نسبة الحديد تزيد من نسبة الإصابة بهذه الأمراض، وتجديد حيوية ونشاط الجسم، كما أنه بمتابعة الشخص قبل تبرعه وبعد تبرعه بالدم يلاحظ أنه قبل التبرع يكون عنده عدد الكريات الحمراء مرتفعاً، ما يجعلها متراكمة داخل الأوعية الدموية، وبالتالي فإن وصولها إلى الخلايا لتزويدها بالأكسجين يكون بطيئاً، والمحصلة اضطراب في أداء خلايا الجسم ويكون الشخص أقل نشاطاً وأقل حيوية والعكس صحيح». ويوضح «يعتبر التبرع بالدم العلاج الأنسب لبعض الحالات المرضية كحالات النزيف المستعصية، فبعد التبرع بالدم يسترجع المرء البلازما في 24 ساعة، الكريات الحمراء في 3 أسابيع، والصفائح بعد 7 أيام، ولهذا بعد عملية التبرع يحدث ما يسمى طبياً HEMODILUTION، يعني أن الكريات الحمراء والبيضاء والصفائح أقل عدداً، وأن البلازما تحتل الحجم الأكبر، وبالتالي فإن عوامل التخثر الموجودة في البلازما تكون أكثر تركيزاً في الدم، وتصل بسرعة وسهولة لمكان النزيف». ويتابع «كذلك بالنسبة لبروتينات البلازما التي تلعب دوراً في انسداد الجروح، تكون مُركزة في السائل الدموي وتصل بسرعة وسهولة إلى مكان الجرح. أما في حالة المريض بقرحة المعدة فإنه إذا تبرع بالدم فإن البروتينات ستصل بكمية كبيرة وبسرعة إلى المعدة لعلاج وسد القرحة مقارنة مع إنسان مريض بقرحة لا يتبرع بالدم، وبالتالي فانسداد الجرح عنده سيستغرق وقتاً أطول، وفي حالة الشقيقة «الصداع النصفي» التي ترجع أساساً إلى تقلص قطر بعض شرايين الدماغ، فإن بعض الكريات الحمراء الحاملة للأكسجين تجد صعوبة للوصول إلى خلايا الدماغ وبالكمية المطلوبة فينتج عن هذا آلام مزمنة في الرأس، ولكن بعد عملية التبرع بالدم وبالرغم من تقلص الشرايين، فإن الكريات الحمراء تكون قليلة العدد نسبياً، وبالتالي يمكنها اختراق هذه الشرايين الضيقة، والوصول إلى خلايا الدماغ وتزويدها بالأكسجين فيزول ألم الرأس». واجب إنساني لم يكن تبرعه مقابل مردود مالي أو تكريم إنما جاء من أجل أنه واجب إنساني. يقول المتبرع الدائم محمد عبدالله (25 سنة) «أكثر من 5 سنوات وأنا أتردد على حافلات نقل الدم، فمتى وجدتها سارعت إليها». ويوضح «التبرع بالدم واجب وطني في المقام الأول، كما أنه صحي ومفيد لجسم الإنسان، وبما أن فصيلة دمي نادرة (o) سالب أنا أداوم على التبرع به لإنقاذ المرضى الذين هم بأمس الحاجة له فقد تكون حياتهم مهددة بالموت، وقطرة من هذا الدم تنقذه»، مؤكدا أنه لا يشكو من أي علة أو مرض بل يجد نفسه نشيطا وحيوياً بالأيام التي تلي التبرع. أما المتبرعة أم فهد (32 سنة) فتشعر دائما أن هناك ناقوساً وإنذاراً في جسمها يجعلها مستعدة للتبرع. تقول «فصيلتي من النوع المعطاء (o) موجب وهي مطلوبة كثيراً. لذلك كثيرا ما تتكرر زيارتي لمركز التبرع بالدم، فمن تلقاء نفسي أجد جسدي مستلقيا على السرير المخصص للتبرع، فقطرة من دمي قد تنقذ حياة الكثير من المحتاجين ونحن لا نعرف ذلك». وتضيف «كلي أمل من الجميع رجالاً ونساء أن يلبوا نداء العمل الإنساني بالتبرع بالدم عند أقرب مركز أو إن شاهدوا حافلة التبرع، ولا ينتظروا اتصالا أو نداء لنجدة المحتاج لهذه القطرات النادرة من الدم». معبرة بفرح بعد تبرعها بالقول «كثيرا ما أشعر بالسعادة تغمرني وبنشاط وحيوية غير عادي يدب في جسمي فضلاً عن شعوري بالرضا والراحة النفسية والثواب». ويؤرخ المتقاعد أبو جاسم رحلته الإنسانية للتبرع بالدم منذ أكثر من7سنوات، ويعبر عنها بابتسامة رضا، فيما يقول «أشعر بارتياح حينما أرى الفرحة والبسمة في عيون المريض وأهله ولا يهمني أين سيكون دمي في جسد طفل أو شيخ كبير أو امرأة المهم أن أهب دمي حتى لو كان الشخص الذي نقل له دمي، لم يشكرني على منحه الحياة مرة ثانية». ويضيف «هدفي من التبرع هو مرضاة الله والأجر والثواب وتلبية الواجب الإنساني». شروط التبرع بالدم - يجب التأكد من خلو المتبرع بالدم من الأمراض التي تتعارض مع عملية التبرع؛ لتأثيرها السلبي على المتبرع أو على المريض المتلقي للدم، كما يجب أن يبدو المتبرع بصحة جيدة؛ حتى نستبعد الأمراض غير الظاهرة. – العمر يتراوح بين 18-60 سنة. ويختلف الحد الأدنى للعمر من بلد إلى آخر حسب سن تحديد المسؤولية في القانون. بينما الحد الأقصى للعمر يتحدد بحسب صحة الشخص المسنّ واحتمال إصابته بارتفاع ضغط الدم أو تصلب الشرايين. – وزن جسم المتبرع يجب ألا يقل عن 50 كيلو جرامًا. – أن تكون نسبة الهيموجلوبين أكثر من 12.5 جم لكل 100 ميلِّي لتر من الدم في الذكور، وأكثر من 11.5 جم لكل 100 ميلِّي لتر من الدم في الإناث. – يجب أن تكون دقات القلب منتظمة وتتراوح بين 50 - 100 دقة في الدقيقة. ويجب ألا يزيد ضغط الدم الانقباضي (الذي يكتب في البسط) عن 180 ميلِّي متر من الزئبق، وألا يزيد ضغط الدم الانبساطي (الذي يكتب في المقام) عن 100 ميلِّي متر من الزئبق وقت التبرع. - ألا تزيد درجة حرارة الجسم عند قياسها بالفم عن 37.5 درجة مئوية؛ لاستبعاد أي اشتباه بالأمراض. مع ملاحظة أن شرب السوائل الساخنة والتدخين قبل قياس درجة الحرارة بالفم مباشرة قد يعطى الانطباع الخاطئ بارتفاع درجة الحرارة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©