نقرأ بين الحين والآخر مطالبات بإلغاء الدوري هذا الموسم، لتداعيات فيروس «كورونا» الذي اجتاح العالم، وجمد كل الأنشطة والفعاليات بمختلف أنواعها، وشل الحركة مع تزايد انتشاره.
 ولأن الرياضة عامة وكرة القدم خاصة، جزء مهم من هذا الحراك، وتجمع حولها الآلاف من المشاركين والمشجعين، قرر اتحاد الكرة وغيره من الاتحادات تعليق أنشطتها، لحين زوال هذه «الغمة»، واللجنة الأولمبية الدولية أجلت أولمبياد طوكيو إلى العام المقبل، والاتحاد الدولي لكرة القدم أجل أيضاً التصفيات المزدوجة لكأس العالم وكأس آسيا إلى ما بعد أغسطس المقبل. 
 واتحاد كرة القدم ورابطة دوري المحترفين أخذا المنحى نفسه بتأجيل الدوري لحين زوال الأسباب، إلا أن بعض المسؤولين في أنديتنا يريدون إلغاءه وتوجيه البوصلة لأنديتهم، مثل الذين يطالبون بإنهائه، وفق الموقف الحالي لأنديتهم، رغم أن هناك 7 جولات متبقية، وفارق النقاط بين المتصدر والذي يليه 6 نقاط، أي مجموع نقاط مباراتين، وبين المتصدر والخامس 8 نقاط فقط، رغم أن النقاط المتبقية في الملعب 21 نقطة، والتي ربما تقلب الموازين في تلك الجولات. 
نحن مع إجراءات الوقاية، وحريصون على سلامة لاعبينا ورياضيينا وجماهيرنا، ولكننا لا نريد الإضرار بها، بعد أن قطع الدوري ثلثي المرحلة، وصرفت الأندية الكثير حتى اللحظة، وتكبدت خسائر لا يستهان بها جراء الأزمة، لذلك من الظلم إلغاء المسابقة، كما ينادي البعض، أو الاكتفاء حتى الجولات التي مضت، وتتويج المتصدر أو الإلغاء، ومنح المتصدر والوصيف والثالث عدداً من النقاط مع انطلاقة الدوري العام الموسم المقبل، كما قال أحدهم، وهناك مطالبات أخرى غير منطقية وغير منصفة من البعض. 
 والحمد لله أن القائمين على الاتحاد والرابطة يدركون الموقف، وهم على اتصال مع الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم، وتجارب الدول الأخرى في هذا الشأن، ومصلحة أنديتنا حاضرة أمامهم، وهم الأمناء على كرتنا ومصالح أنديتنا، والواقع الذي يفرضه هذه الأزمة التي كبدت كل قطاعاتنا ورياضتنا تحديداً الملايين، وهم أحرص عليها دون محاباة لجهة على حساب البعض. وعلى أنديتنا أن تدرك بأن الدوري لا بد من اكتماله، حينما تتحسن الظروف، ونتجاوز هذه الغمة، وهي قريبة بإذن الله، وبدعم قادتنا وجهود الصف الأول من جنودنا الذين يواصلون الليل بالنهار لزوال هذه الغمة، فإن كرتنا في أيدٍ أمينة.