المتابع للشأن الكروي في الأندية تحديداً، يرى تجاذبات كثيرة بشأن استمرار الدوري من عدمه، هناك من يرى إلغاء المسابقة، وآخرون يقترحون تتويج المتصدر، طالما أن جائحة الكورونا مازالت مستمرة والفحوصات اليومية لعشرات الآلاف تفرز أعداداً غير قليلة من المصابين، والحمد لله أننا في دولة تمتلك كل مقومات السيطرة والتصدي لهذه الجائحة، ولدينا من الكوادر الطبية والمستشفيات القادرة للتعامل معها، وما توصل إليه مركز أبوظبي للخلايا الجذعية من تباشير للقضاء على هذا الوباء، دليل على أننا في طريقنا للتغلب عليها قريباً، إن شاء الله. 
 نعود لمسابقة الدوري، فالمتصدر حتى الجولة 19 يريد إنهاء المسابقة باعلانه فائزاً، والمنافسون يريدون مواصلة المشوار، أما الذين فقدوا الأمل في المنافسة، فيتمنون إلغاءه، معللين ذلك بالمحافظة على سلامة اللاعبين والجماهير والطواقم الفنية. 
 بطبيعة الحال، الجميع حريص على السلامة العامة، وكلٌ يحصن نفسه من هذا الوباء، ودولتنا أكثر حرصاً على سلامتنا وسلامة المقيمين، ولكن للدوري حسابات خاصة ومهما تأخر، فلابد من استكماله، حتى وإن اضطر الاتحاد والرابطة لضغط مبارياته للوصول به إلى خط النهاية، فالأندية تكبدت مبالغ طائلة، والشركات الراعية دفعت مبالغ كبيرة، وفي تقديري إذا لم يزدد الوضع سوءاً، فاستمراره مطلبنا جميعاً، والجهتان المسؤولتان عن الدوري تدركان ذلك جيداً، وأكثر حرصاً على استكماله، ومطالبات الأندية تدرسها الجهات المختصة، وفق التوجهات العامة للدولة في هذا الظرف الاستثنائي. 
 لتكن مطالبات أنديتنا في إطار الصالح العام، بعيداً عن مصالحها الشخصية، فكرة القدم جمالها في جماعيتها، والبطل هو من يتجاوز ويتفوق حتى النهاية، وأقول إن التتويج والفرحة في هذا الظرف الاستثنائي، ستكون ناقصة لعدم اكتمال الدوري، ويبقى السؤال: من الذي يقبل أن يكون بطلاً لدوري غير مكتمل، أو بطلاً من دون اكتمال المواجهات المطلوبة بجميع جولاته، حتى يطلق عليه بطل الموسم كاملاً غير منقوص، ويسجل في سجله أنه بطل موسم 2019- 2020 عن جدارة واستحقاق؟ 
 لتكن مطالباتنا وفق رؤى المنظومة الكروية، من اتحاد كرة ورابطة محترفين وأندية، مع كامل التنسيق مع الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم والدوريات الأخرى، لنكون معها في الاتجاه والتوجه، تماشياً مع النظم واللوائح في المنظومتين، وفي غالبية الدول الأخرى، في هذا الظرف الاستثنائي. 
 فإن كانت الأندية تفكر في مصالحها، كما يقول المثل الشعبي «كل من ايّر القرص صوبه»، فالاتحاد لن ينجرف معها، إن سمحت الظروف باستكماله.