ننظر بكل فخر واعتزاز لما تحقق من جهد وطني في مواجهة جائحة «كورونا» والتقدير الدولي الذي يحظى به، والذي صنف الإمارات في طليعة دول العالم نجاحاً في التصدي للفيروس الذي شل الحياة في مختلف المجتمعات، حيث فقد الملايين من البشر أعزاء لهم وتسبب في خسائر بمليارات الدولارات.
نجاح تجسد في ارتفاع أعداد حالات الشفاء من الفيروس بصورة مطردة خلال الأيام القليلة الماضية والتي تجاوزت الخمسين بالمئة من الإصابات بفعل عوامل متضافرة، منها استخدام بروتوكولات علاجية متقدمة، وبعد التوسع في برنامج المسح الوطني الذي أنجز خلال فترة وجيزة أكثر من 2.5 مليون فحص للكشف عن «كوفيد 19».
نجاح هو ثمرة رؤية قيادة حكيمة، وجهد نوعي ملموس لأبطال الخطوط الأمامية من الطواقم الطبية والتمريضية والتطوعية. 
وفرق عمل تقوم بواجبها على مدار الساعة، سواء تلك المنخرطة في برنامج التعقيم أو الدوريات الراجلة والسيارة لمراقبة الالتزام بساعات الحظر، في التزام فاقت نسبته تسعين بالمئة. وهو نتاج جهد توعوي هائل، شارك فيه بكثافة إعلامنا الوطني الذي يحلو للبعض بين فترة وأخرى رشقه بما «طاب» لهم من اتهامات يثرثرون بها على دردشات «الواتساب» ومواقع التواصل الاجتماعي، وهم في مجالسهم المريحة، بينما الصحفي والموزع يشقان طريقهما نحو المدن العمالية في ساعات الفجر الأولى ليوزعا نسخاً من ملاحقنا التوعوية بمختلف اللغات ليحمياه من مخاطر العدوى!
نجاح دفع الذين يفضلون تحمل المسؤولية لا المماحكات الكلامية والجدل البيزنطي من إطلاق وسم «ملتزمون يالامارات» للحث على الالتزام بالتدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية حتى نصل بتعاون الجميع إلى «إحاطة إعلامية» تبشرنا بالوصول إلى «صفر إصابات».
علينا ألا نهتم بعقد مقارنات مع ما يجري في مجتمعات غربية آثرت استخدام طرق وأساليب خاصة بها للتخفيف من القيود والإجراءات. فالبعض ممن تبنى «مناعة الحشود»، سرعان ما تراجع عنها بعد معاودة ارتفاع الإصابات. علينا أن ننشغل بالالتزام بما تحثنا عليه الجهات المختصة، وهي الأدرى بما يتناسب مع واقعنا وخصوصية مجتمعنا، وأن نحافظ على الإنجاز الذي حققته الإمارات في مواجهة الجائحة. 
وإذا كانت هناك من كلمة، فهي رجاء لنيابة الطوارئ والأزمات والكوارث في النيابة العامة بذكر جنسيات كافة المخالفين للإجراءات، بحسب الأسلوب الجديد الذي اعتمدته، وعدم الاكتفاء بذكر الإماراتيين من باب الحرص على الشفافية.. حفظ الله الإمارات.