بدأ الحراك الانتخابي للدورة الجديدة 2020-2024، بإعلان الهيئة العامة للرياضة إقامة الانتخابات في الموعد المحدد بعد تأجيل أولمبياد طوكيو 2020 إلى العام القادم، وعممت اللائحة الاسترشادية على الاتحادات، ونسقت مع اللجنة الأولمبية باعتبارها الجهة التي ستشرف على الاتحادات الرياضية، وتمثل الانتخابات المحور الأهم، وسط تحفظات على اللائحة التي وزعتها الهيئة في وقت سابق للاسترشاد بها في وضع أنظمتها الأساسية، في أعقاب مطالبة اللجنة الأولمبية بتشكيل لجنة للإشراف على الانتخابات، وسط مداولات بين الجهتين على الميثاق الأولمبي الذي يحدد الصلاحيات الإشرافية والرقابية. 
 بعيداً عن إجماع بعض الاتحادات الرياضية والمختصين، بشأن إرجاء الانتخابات إلى ما بعد الأولمبياد، شهدت الساحة الرياضية تفاعلاً كبيراً في الترشيحات لرئاسة بعض الاتحادات، خاصة اتحاد ألعاب القوى الذي ترشح لرئاسته 5 شخصيات، وتقلص العدد بعد ذلك إلى أربع، بالتنسيق بين مرشحين، وكذلك في اتحاد الكرة الطائرة، الذي سوف يشهد عراكاً هو الآخر لرئاسته، وقد تكون اتحادات أخرى تتجه لنفس النهج، خاصة أن أمر الترشح لأكثر من دورتين لم يحسم بعد، ففي حالة رفض الجمعيات العمومية الترشح لأكثر من دورتين، سوف يتقلص عدد المرشحين للرئاسة، والعكس في حالة الموافقة سيترشح بعض الناجحين والمميزين من الرؤساء الحاليين الذين نشهد لهم بالكفاءة، لنجاحاتهم المحلية والخارجية، من خلال مناصبهم القارية والدولية، وهذا لم يحصل في تاريخ دوراتنا الانتخابية، خصوصا أن اتحاد كرة القدم، بأهميته وشعبيته، لم يترشح له في تاريخه أكثر من مرشحين اثنين طوال الفترات السابقة. 
 وقد تكشف لنا الأيام القادمة صراعاً انتخابياً، كما في اتحاد ألعاب القوى، وتبدأ عملية التربيطات والتنازلات بين المترشحين، بدعم من المجالس الرياضية والأندية، للاتفاق على توزيع المرشحين على الاتحادات، لضمان نجاح البعض وفق القوائم الانتخابية التي تقبلها المجالس والأندية على مبدأ التوافق، وتوزيع المهام والمناصب وفق آلية محددة والبرامج الانتخابية للمترشحين، والدعم الذي سوف يحظون به ممن يعنيهم الأمر والقرار. 
 ويبقي السؤال: هل ستفرز لنا الأيام القادمة قوائم يتم الاتفاق بشأنها، وتكون المحصلة مواصلة النجاح وفق رؤى محددة تتفق عليها الأندية، ويبقى الأهم النجاح الفني لمنظومة العمل وتطور مسابقاتنا وتفوق منتخباتنا، وفق خريطة الطريق التي يحدد مسارها القادمون من بوابة الانتخابات؟ نتمنى ذلك.