في ذروة المشهد الحزين الذي يواجهه العالم، وفي أقصى حالات الألم، أثبت هذا الشعب، عيال زايد، مكانته، ورزانته، وأمانته، وجدارته في الموقف الصعب، وبثقافة التفاني، والتضحيات الجسام، كشف شعب الإمارات عن معدن نفيس يستحق الثناء، ويستحق الإطراء، ففي مقابل الجهود البطولية التي تبذلها المؤسسات الحكومية هناك رجال من أبناء هذا الوطن، وقفوا كتفاً بكتف مؤازرين، متضامنين، متآلفين من أجل تحقيق أعلى قدر من الإبداع في صد الوباء وكبح جماحه، وكسر شوكته.
لمجرد الإعلان عن دورة التعقيم في المدن الإماراتية، شاهدنا هناك الالتزام الأخلاقي من قبل أبناء هذا الوطن الذين أكدوا أنهم على قدر المسؤولية، وأنهم القبعة السماوية التي تحمي الضوابط والقوانين، ولا تدع للغبار كي يتسلل إلى ما يتم سنه من قيم ومثل.
مشهد حضاري يتيح لنا أن نقول عنه إنه اللوحة التشكيلية التي تبهر وتذهل، وهي الشيمة والقيمة التي يتمتع بها أبناء الوطن، وهي التي نتباهى بها أمام العالمين، ونقول: ها هم أبناء زايد، ها هم يتحلون بصفاته، وسجاياه العظيمة، ها هم يسكبون على قلوبنا رحيق ما يلبسونه من سندس القيم الرفيعة، ها هم أبناؤنا وبناتنا، يسيرون في الطريق الصحيح، عندما يقفون مع القيادة جنباً بجنب، مستلهمين من الإرث العظيم، ما يجعلهم عقالنا، وعباءتنا التي ترتب حشمتنا، وتهيئ لنا من أمرنا رشدنا.
ستمر هذه الجائحة، وسوف نبقى نحن، ولا شيء أعظم من الإنسان على هذه الأرض، وسوف تبرز العظمة أكثر، وأكثر عندما يخرج الجميع إلى الشارع، وهم قد خلعوا عن إيهابهم ما علق به من معمعة الوباء، وفي هذه الحالة سوف نمتلئ جميعاً بالفرح، لأننا حققنا ما أردناه بإرادة ووعي، واستطعنا أن نمر من ثقب الإبرة النارية بأقل ما يمكن من خسائر، وظفرنا بأنفس أبيّة، شفيّة لم يقعسها المصاب الجلل.
نشعر بالفرح ونحن نرى الجميع صغاراً، وكباراً، نساء ورجالاً، اصطفوا في محراب الحياة، بقلوب ملؤها الإيمان أنه لا دواء لهذا المرض إلا الوحدة في المشاعر، والاندماج في ردع التململ والقلق، كل ذلك أضاء شموع التفاؤل، وأسرج خيول التحدي، ووضع المستقبل بين يدي الحالمين بآت مشرق بإنجازات وطنية ستكون أحلى، وأجمل مما نتصور.
كل ذلك يؤكد أن الوعي بالمسؤولية خير وسيلة للعبور إلى الضفاف المعشوشبة بالازدهار، والإثمار، كل ذلك يجعلنا نفتخر بهذا الشعب، ونشكر حكومتنا الرشيدة على تنميتها ثقافة الانتماء والوفاء.