يمكن أن يصنف الإعلام من الخطوط الأمامية في حفظ مكتسبات وسمعة الدول والإنجازات التي تحققت خلال أعوام، ولكن بطبيعة الحال اليوم أصبحت المنابر الإعلامية متاحة لدى الجميع، وتتفاوت الآراء 
والأذواق تجاه الوسائل الإعلامية سواء المحلية أو الخارجية. ينبغي هنا أن ندرك أمراً هاماً بأنه لا وجود نهائياً في العالم لما يسمى إعلاما مستقلا، فكل وسيلة إعلامية لها توجهاتها وسياساتها التحريرية وربما أجندتها الخاصة.   ولكل وسيلة طريقتها الخاصة في صياغتها للمواضيع والتحقيقات بصورة ذكية وهو ما يجعلها تنجح في خداع القارئ أو المشاهد بأنها مستقلة، وهذا ما تمارسه العديد من وسائل الإعلام الأجنبية عند مخاطبة مجتمعاتها الغربية تجاه القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط.
الدول اليوم انطلقت لتخاطب الخارج، تنقل ثقافتها وتبرز قوة اقتصادها وأمنها، بل أن هناك دولا أصبح إعلامها رادعاً كقواتها المسلحة لأي طرف يتحدث بسوء عنها، وتجعله يفكر بالتداعيات التي قد يتسبب بها،  لذلك أصبح لدينا تصور عن قوة بعض الدول ونجاحاتها ولربما أصبحنا مغرمين بها بسبب إعلامها دون حتى أن نزورها. 
السبب في ذلك أن تلك الوسائل الإعلامية لم تكتف بمخاطبة مجتمعها المحلي الذي أصبح مدركاً لكل التفاصيل التي تطرأ في بلده وإنما سعت لنقل تلك التفاصيل للجمهور الخارجي الذي يبحث عن ما هو جديد في المجتمعات والدول الأخرى ولكن بأسلوب مدروس يتناسق مع ذائقة الجمهور المستهدف. 
ولكي يصل الإعلام لهذا المستوى من «الردع» يتطلب الأمر خطوات أساسية تبدأ عبر إعادة كسب اهتمام الجمهور المحلي والانطلاق به على المستوى الخارجي وتمكين المواهب في المؤسسات الإعلامية التي أصبحت في هذا اليوم ببعض الدول كمختبرات للإبداع وصناعة السمعة المؤثرة على الرأي العام الخارجي، فالتأثير لا يتحقق بتجديد الاستوديوهات والتصاميم وأحدث الكاميرات وحسب.
كما أن الاكتفاء بمخاطبة المجتمع المحلي يجعل عملية التسويق للرسالة الإعلامية تندرج تحت  تصنيف «مكانك سر».