من دون نقاش، تبدو عودة النشاطات الرياضية في كل أنحاء العالم، خلال هذا الشهر «والشهرين المقبلين»، أمراً شبه حتمي، إن كان لأسباب اقتصادية، كما يحدث في أوروبا، أو لأسباب اجتماعية وإنسانية و«رياضية»، في غالبية دول العالم الأخرى، وشاهدنا عدداً من الدول العربية تستأنف دورياتها أو منافساتها الرياضة، ومنها ما سمح، حتى للجماهير، بالحضور مثل الدوري المجري الذي سمح بعودة 5000 شخص، بداية من 30 مايو الماضي، ونيوزيلندا التي أمنت خلوها من مرض «كوفيد-19»، وسمحت بعودة الجماهير إلى الملاعب بشكل كامل في بطولة الرجبي، بداية من يوم 13 يونيو الجاري، وسويسرا التي سمحت بعودة 1000 مشجع لدوريها، بداية من 20 يونيو، وبولندا التي كانت الأكثر جرأة بالسماح بعودة 25% من الجمهور، وقرأت أمس، أن ألمانيا تفكر في السماح للجهور بحضور نهائي الكأس، ربما بأعداد أقل من الكاملة، وهو ما ستفعله فرنسا في نهائي الكأس ونهائي كأس الرابطة، ولهذا سعدت بالندوة التي عقدها مجلس دبي الرياضي، وكان عنوانها التشجيع الآمن، حيث فهمت أن كل الإجراءات قد تم اتخاذها منذ الآن، لعودة مشروطة للجماهير إلى المدرجات، ليس في كرة القدم فقط، بل في كل الألعاب، بحضور معنيين من الكوادر الطبية والأمنية والرياضية والتنظيمية، وكل من له علاقة بهذا الموضوع.
والجمعة، عادت الروح إلى الصالات الرياضية في الإمارات ببطولة «محاربي الإمارات»، في صالة جو جيتسو آرينا بمدينة زايد الرياضية، في العاصمة أبوظبي، بعد أن اجتاز جميع المشاركين الاختبارات الطبية بنجاح، علماً أن كل المشاركين تجمعوا يوم 26 مايو الماضي، في مقر إقامتهم بالفندق، ثم خضعوا للفحص الطبي والعزل، حتى خرجت كل النتائج سلبية، ثم تمت المباشرة بالتمارين بالصالة، مع تطبيق صارم لقواعد التباعد الجسدي، ثم جرى فحص ثانٍ، وثالث وهو الأخير، فيما يخضع جميع المنظمين والمقاتلين والمنسقين والمدربين للفحص والعزل الكامل، وهي تجربة أولى، سيتم نقلها على 27 محطة عالمية في الولايات المتحدة، وكندا، ودول جنوب شرق آسيا، وأميركا اللاتينية، والهند، وكوريا الجنوبية، وهونج كونج، وفيتنام، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وألمانيا، وبنجلاديش، وروسيا، وفرنسا، وأعتقد أن هذا الحدث لن يكون مجرد بطولة، بل سيكون اختباراً جيداً لعودة النشاطات الرياضية إلى الإمارات -مبدئياً- من دون جماهير، إلى أن نرى عودة تدريجية بأعداد محدودة، وصولاً-إن شاء الله- إلى العودة الكاملة، ربما في سبتمبر المقبل «وهذا تخمين شخصي»، وربما أمنية لا أكثر، وليس خبراً موثقاً أو مؤكداً، مع أني أتمنى أن يحدث.