في جلسته أمس الأول برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أقر المجلس الموقر ضمن جملة من القرارات اعتمدها، نظاماً ومعايير لتحديد صرف المكافآت للعاملين في الوظائف الحيوية خلال الأوقات الطارئة.
قرار جاء في توقيت مهم وحاسم والأنظار تتجه بالكثير من التقدير والعرفان والامتنان لأبطال خط دفاعنا الأول في الخطوط الأمامية لمواجهة جائحة كورونا من أطباء وممرضين وطواقم فنية وإدارية ومتطوعين وعمال. 
تقدير حمل في طياته كل معاني الشكر والوفاء للقيادة الرشيدة التي أغدقت على هؤلاء الأبطال كافة صور الدعم ووفرت الموارد والإمكانيات لهذه الفرق والأطقم لتواصل انتصاراتها ونحن نتابع -ولله الحمد والمنة- هذا المنحى المتصاعد لارتفاع حالات الشفاء من كوفيد - 19 وتراجع الإصابات لنحتفل وعما قريب بتسجيل الحالة صفر بفضل من الله وجهد الأبطال ونجاعة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها الدولة لحماية مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
في المواقف الصعبة والشدائد تظهر الأدوار الحقيقية لمن يخدم لأجل كل ما فيه صالح الناس ويقدم التضحيات لصون حياة الإنسان والتصدي لجائحة تفتك بالبشر في مختلف أصقاع الأرض.
ليس الوقت ولا الظرف مناسبين لإبداء الندم والتحسر على ملايين الدراهم التي صرفت على أمور ورموز اختفت من المشهد بمجرد إطلالة الجائحة والظروف التي صاحبتها، وكانوا فعلاً كفقاعة عابرة، انكشف خواؤها على الناس الذين سيعيدون حساباتهم ونظرتهم للأمور بإعادة الاهتمام بكل ما ينفع للناس وصحتهم وجودة حياتهم، بعيداً عن مظاهر لا تغني أو تضيف جديداً للإنسان. 
كم من مكافآت مليونية ذهبت لمجالس إدارات تعاقبت على مرفق هنا أو هناك ورحلت دون أن تقدم شيئاً بينما واحدة من تلك المكافآت لدعم بحث علمي يمكن أن تصنع فارقاً لإنقاذ إنسان. 
توجهت الأنظار لبذخ أحاط بالرياضة التي استنزفت ما استنزفته من ملايين الدراهم أو تجارب تعليمية غير واقعية، ولم تؤت النتائج المتوخاة منها قياساً لفارق يمكن أن يحدثه التوسع في شأن علمي أو صحي يقدم حلولاً للبشرية في مواجهة فيروس خفي أو إضافة خط صناعي لمستلزمات أصبحت من ضرورات الحياة للتعايش مع الفيروس ريثما يتحقق الانتصار على الجائحة.
ما بعد كوفيد - 19 ليس فقط درساً قاسياً ومؤلماً على صعيد الصحة، بل إعادة ترتيب أولويات أبواب الصرف والإنفاق.