ما الذي يجري في خيال كورونا، حتى أصبح المبهم الغامض، مما أشاع الأسئلة وأصبح العرافون والمنجمون، والمجدفون، يغرفون من بحار وسائل التواصل الاجتماعي سيلاً من الخرافات، ويقذفونها في الأسماع كأنها الزخرفة على وجوه قبيحة.
ما الذي يحدث وقد أصبح العالم المتقدم، والمتخلف على حد سواء على مائدة الوباء، وصار التخمين، والتضمين، والتسكين، لغة من فقد أبجدية قواعد اللغة في علم الطب، صار الأطباء أنفسهم، يرفعون الحواجب دهشة من هذا التطفل، والتسرب بين خيوط ملاءة الغافلين، والآمنين، والذين ينتظرون أن تنزل رحمة الله على البشر، وتنجلي غمة المرض اللعين، ومعه أكاذيب جيوش وسائل التواصل الاجتماعي، والتي انهالت على الناس بطوفان من الأخبار والأسرار، والتي يجهلها أصحاب المهنة، ويتبرأون منها، بينما يحملها غيرهم على الأكتاف مثل أكياس أسماك مجففة، وبائرة.
ربما لأن الفضاء العالمي صار مفتوحاً مثل دمل جسد مريض، فنزف قيح المتطفلين، وسال صديده، وامتلأت الأجواء بهذا الزيف، والحيف.. وارتجت أوداجهم من شديد الهستيريا، وما طرأ على خاطر هؤلاء من العبث بوجدان الناس، واللعب على أوتار الصدمة الهائلة التي أصابت الكبير والصغير.
ما الذي يحدث، حيث تحول العالم فجأة إلى مسرح لكوميديا فاشلة، وتراجيديا تتهجى أبجدية وجدان إنسانية، نام في فراشها فيروس، عقليات تهوى التسلية بعقول الناس، منتهزة سانحة ما يحدث من مهرجانات إعلامية، مختلطة بشظايا خوف، ممتزجة بلغة (المؤامرة)، والتي شب رحيقها، لمجرد إحساس الدول أنها أمام هول عظيم حطّم الثوابت، ودمّر الأسس، وحطّم نظماً اجتماعية، واقتصادية، وهشّم أحلاماً كانت تحلّق في وجدان العالم مثل الطفولة، كانت تلوّن وجه الطبيعة مثل نبوءات عفويّة، كانت ترسم على سبورة الحياة، صورة إنسان عصري، يستطيع أن يطأ وجه الشمس، بلمسة أصبع على طائرة خرافية.
ماذا يحدث في العالم، وقد سرق الوباء من وجوه الحالمين بترويع الناس الحياء، هؤلاء المرضى، ومدمنو الأكاذيب، ملأ زبدهم سواحل البسيطة، وصاروا أشد من الوباء على الناس، الذين ينتظرون ساعة الفرج وهي قادمة، ولابد للحياة أن تستمر، رغماً عن أنف كارهي الحياة، ومحبي القتامة، والغمامة، وعشاق العيش في مقابر الإحباط، وتثبيط الهمم.