البحث عن الخلاص من الأمراض والفقر وكل ما عاناه الإنسان بالأمس واليوم، وربما الغد، نهضت به الإمارات بجهود خارقة، وسخاء باذخ، واهتمام نادر لإعادة الإشراق إلى روح هذا الكائن المتفرد في الطبيعة، من أجل أن يتحد بجوهر ذاته، وبالكائنات من حوله. وليعيد صياغة الحياة التي تتأسس على الحب والعطاء والتعاون، دون أن يحتاج إلى فكر مغاير وفلسفات تدعي النهوض بالروح من هوتها فقط، بل إلى عمل دؤوب يكرس في وعيه الحاضر والباطن مفاهيم الحياة بمعانيها الجوهرية وبمدلولاتها الإشراقية، وبطاقاتها اللامحدودة. عمل يوحد بين الذات والآخرين من أجل غاية واحدة هي: حفظ الكائن الإنساني وكائنات الطبيعة على هذا الكوكب. 
الخلاص مما يشل طاقة الروح ويعتم على إشعاعها، سعت إليه البشرية في كل مراحل تاريخها، بالفلسفات حيناً والأديان حيناً، وابتكار أساليب عملية، نبعت من تلك الفلسفات، وطرائق الأديان وتعاليمها، باعتبار أن الطاقة الروحانية موجودة أصلاً في طاقة الكون الذي يحيط بنا، ولكن طاقة العدوانية المضادة، كالأمراض والحروب تحول دون إدراكها، والتوحد بها، كمنبع لطاقتنا، ومحيط يلف وجودنا، ويوحد بيننا وبين الكائنات، والكون. 
تعاني البشرية في شمولها، من الإبادة، الكراهية، الجشع، الأنانية، الفساد، الاستبداد، الاستلاب، والإهمال. ويعاني الإنسان من سطوة مفاهيم تنغل في لاوعيه، وتعمل بعدوانية ضد ذاته، في حضورها المفرد، وضد الآخر في اتساع حضوره. فكيف الخلاص من هذا النفي للذات، والعدوانية الشرسة للآخر؟ وكيف يمكننا أن نضع أيدينا في عمق أرواحنا، ونستدل على منابع الحب والخير والسلام في أعماقنا؟ هذا ما نهضت به إماراتنا الحبيبة في سعيها لترسيخ مفاهيم الخير والحب بين الإنسان والإنسان. فمنذ بدء الحضارات، وظهور الأديان السماوية، والفلسفات الفكرية، سعى الإنسان ويسعى لترسيخ مفاهيم الخير والحب بين الإنسان والإنسان، وتحريضه على العمل وابتكار الأساليب والنظريات التي توقظ هذه الروح لمواجهة نزعة الشر التي جعلت من الحروب أسلوباً منظماً لتدمير الحياة وإخضاع الكائن الإنساني لسلطتها، وزرعت مفاهيم الكراهية والعدوانية تجاه الآخر وتجاه الطبيعة والحياة بتجلياتها العديدة. 
 واليوم نرى أنه بقدر ما يعاني الإنسان من ويلات الحروب والدمار والقتل الذي أصبح فعلاً يومياً فرض على الإنسان قبوله، أو زرع في روحه الإحساس بالعجز دون مقاومته، نرى على الضفة الأخرى، توق حكام الإمارات للنهوض بالإنسان وسعيهم إلى إعلاء قيم الخير والمحبة والتعاضد بين البشر وسيلةً لمقاومة نزعة الشر، وتأسيساً لحياة يسودها الحب والسلام.