ما أن أعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، اكتمال برنامج التعقيم الوطني في الدولة، والسماح بحرية الخروج لأفراد المجتمع طوال اليوم منذ الأربعاء الماضي الرابع والعشرين من يونيو الجاري، حتى غمرت مواقع التواصل الاجتماعي عبارات الشكر والتقدير لقيادتنا الرشيدة لتوجيهاتها السامية وجهودها ومبادراتها العظيمة، وأبرزت جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعبرت عن الامتنان والوفاء للقائد الاستثنائي، الذي كان له الدور الأكبر في اجتياز مرحلة دقيقة من ظرف استثنائي، يمر به العالم قاطبة إثر تفشي جائحة كورونا. 
الرجل الذي بشرنا منذ اللحظات الأولى للأزمة بأن «الغذاء والدواء في دولة الإمارات خط أحمر إلى ما لا نهاية» و«لا تشيلون هم»، وكان أول من ذهب لمركز المسح الوطني لإجراء الفحص، ليكون قدوة للجميع للتوجه إلى هذه المراكز، التي أمر بنشرها في مختلف مناطق البلاد، وتقديم الفحوص والرعاية الطبية مجاناً للجميع مواطنين ومقيمين من دون تمييز، لتصبح الإمارات وفي غضون أيام قليلة في المرتبة الأولى لأكثر دول العالم إجراء لفحص «كوفيد - 19»، ليس ذلك فحسب بل وجه بتوفير مئات الأطنان من المساعدات الطبية للكوادر الصحية في دول شقيقة وصديقة لمساعدتهم على التصدي للجائحة في واحدة من أنصع صور التضامن والتكاتف الإنساني الذي قامت عليه الإمارات.
نجتاز هذه المرحلة الدقيقة من المواجهة مع الفيروس، والعديد من مستشفياتنا العامة والميدانية والخاصة تعلن- ولله الحمد والمنة- خلوها من مصابي «كوفيد - 19»، ومع تراجع الإصابات وتسجيل ارتفاع كبير في حالات الشفاء، ليس هذا فحسب، بل وتشهد المرحلة دخول الإمارات في شراكات دولية لبدء المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية للقاح واعد لعلاج «كوفيد - 19».
إنجازات لم تكن لتتحقق لولا الحكمة والريادة التي تعاملت بها قيادتنا الرشيدة مع الأزمة، وأثمرت كذلك العودة التدريجية للحياة الطبيعية في الكثير من المواقع، لتدور عجلة العمل والإنتاج والاقتصاد الوطني بصورة مدروسة وتدريجية.
 ودعنا مرحلة تقييد الحركة بثقة ومسؤولية، ولكن خطر الوباء لا يزال قائماً، والمرحلة المقبلة تتطلب منا ذات الثقة واليقظة والحذر والتعامل المسؤول، من خلال الالتزام بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية، التي دعت إليها السلطات المختصة، وفي مقدمتها الالتزام بارتداء الكمامات والقفازات والتباعد الجسدي في الأحوال التي تقتضي ذلك.
شكراً أبو خالد، والحمد لله دائماً وأبداً على نعمة الإمارات.