منذ إعلان القرار التاريخي غير المعهود، من اتحاد كرة القدم ولجنة المحترفين، بإلغاء كل المسابقات الكروية للموسم الحالي 2019 - 2020، والأصوات تعلوا من هنا وهناك، بتجاوزات طرفي المنظومة للنظم واللوائح التي فرضتها «جائحة كورونا»، تنفيذاً لتوجهات الحكومة، في المحافظة على السلامة العامة، وحرص «الكيانان» الاتحاد والرابطة، وكذلك الاتحادات والجمعيات الأخرى، على تطبيق النهج نفسه على الرياضيين من «الهواة» و«المحترفين»، استناداً إلى توجهات الاتحادات الدولية والقارية لمختلف الألعاب، أسوة بقرار اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة المنظمة، بترحيل «أولمبياد طوكيو 2020» إلى العام المقبل، وكذلك تأخير التصفيات المزدوجة لكأس العالم وأمم آسيا بعض الوقت، مع تطبيق الاحترازات المطلوبة. 
إلا أن وسائل الإعلام المختلفة تفتح ملف الإلغاء بين الحين والآخر، وتسترشد بالقانونيين والعاملين في المجال الرياضي، وكل يلقي باللائمة على طرف من طرفي المنظومة، وكأنهما كيانان متنافسان، ولهما مصالح مع المعنيين، في إلغاء أو استئناف المسابقات. 
فالاتحاد والرابطة كيانان في منظومة واحدة، ومكملان لبعضهما في إدارة المسابقات وشؤون المنتخبات، وإنْ تحددت صلاحيات كل منهما، فالمسابقات تخدم المنتخبات، فإن لم يكن لدينا دوري محترفين قوي، بمقدار الدعم والاهتمام، ودوري الدرجة الأولى يعزز قوة المحترفين، وبطولات المرحل السنية تعزز قوة ومكانة كليهما، فلن يكون لنا منتخبات تنافس إقليمياً وقارياً، فهما كيانان في جسد واحد ومكملان لبعضهما، وإنْ اختلفت أدوارهما. 
نتمنى إدراك هذه الحقيقة ودعمهما، بما يحقق أهدافهما في إدارة المسابقات والمنتخبات، ونترك تداعيات الإلغاء وتتويج المتصدر والصعود، فالمصلحة فرضت عليهما هذا القرار، وسلامة لاعبينا كان هو الأهم، وإنْ اختلفنا مع دول الجوار في القرار، رغم تشابه الظروف وطبيعة الطقس في هذه المرحلة، إلا أن مخرجات القرار كانت حاضرة، حين مناقشة الأمر، وحتى في آلية اللجوء إلى اتخاذه، وقرار الاستبيان والتصويت من الأطراف المعنية التي فرضت القرار، واختلفنا بشأنهما نحن جميعاً، معنيون ومراقبون ومتابعون، فجميعنا كان يتمنى عكس ذلك، ولكن الواقع فرض علينا قراراً لم نتفق بشأنه اليوم، وقد ندرك سلامته بعد ذلك. 
كل التوفيق للاتحاد والرابطة في مهامهما، وأي توصيات قد ترفع من اللجان المعنية المرتقب إعادة تشكيلها في الساعات القادمة إلى الاتحاد والرابطة، والقرار الذي سيصدر منهما سيكون موضع احترام والتزام من الجميع، وإنْ لم نتفق عليه لمصالح آنية في قبوله.