اعتادت الحكومات أن تهدأ في أعمالها في فترتين من كل عام، وتحديداً في فصل الصيف، أو فترة رأس السنة الميلادية، ولكن الظروف التي يمر بها العالم تجعل الحكومات بين خيارين، الأول الاستراحة، كما هو في كل عام، على أن تعود العجلة في مطلع سبتمبر، والثاني عدم التوقف والاستمرار في إيجاد الحلول للتحديات الراهنة.
الإمارات تعتبر أول دولة أعادت تشكيل حكومتها، وميزة القيادة في الإمارات أنها لا تضم صناع قرار وحسب، وإنما صناع أفكار. يقيناً أن التميز يأتي من الابتكار لا من الأساليب التقليدية، وبقدر حرارة الصيف في الإمارات، فإن شعلة حماس الحكومة لا تزال متقدة بيد قادة صنع القرار والأفكار، فالتغييرات الحكومية الجديدة التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالتشاور مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد أثرت بشكل كبير على المجتمع الداخلي، وعززت روح الاطمئنان والثقة التي تحظى بها القيادة من الشعب، والتي نجحت في مواجهة التحديات الأخيرة، وخصوصاً جائحة كورونا، حيث استطاعت الحكومة احتواء تفشي الفيروس، وتأمين صحة المجتمع للانتقال للمرحلة الثانية، وهي تعزيز الجانب الاقتصادي.
لا أحد ينكر الأثر الذي سببته الجائحة على اقتصادات العالم، ولكن يبقى التحدي الأبرز هو السرعة في الانطلاق من جديد، وما جرى من تشكيل حكومي يمكن القول إنه خطوة استباقية على المستوى العالمي، تؤكد أن الإمارات سبقت الجميع كعادتها بهذه الخطوة.
التحضيرات للإنجازات مستمرة وعلى قدم وساق، والصعود للمركز الأول في المؤشرات العالمية لم يتوقف وتوسيع مدارات الطموح يعمل عليه مهندسو صنع الأفكار، وغداً في المستقبل القريب سنجني في الإمارات ثمار نشاط الصيف، ولن تنتظر الإمارات فصول الربيع لجني الحصاد.