من أجمل المشاريع التي طرحت هذه الأيام في الإمارات، الاستثمار في الزراعة، والعزم على تبني العديد من المشاريع بنظرة مستقبلية، والتوجه إلى دعم كل الأفكار الجديدة التي تعتمد مشاريع إنتاجية زراعية ليس كتجريب، وإنما بروح أن مستقبل الإنسان والبلاد في إيجاد مصادر اقتصادية إنتاجية، ركيزتها الثروة الزراعية، والسعي إلى دعم المزارع، وتطوير كل المجالات الزراعية والصناعات القائمة على الإنتاج الزراعي، وكلنا يتذكر الفكرة الرائدة في دعم المزارعين وشراء إنتاجهم من قبل الدولة، ثم تسويقه والذي حسّن كثيراً من فكرة العناية بالجوانب الإنتاجية والبستنة وزراعة النخيل على وجه الخصوص، والتي توسعت وزادت مساحتها، وهكذا ترسخت فكرة الزراعة، واقتناع الناس بأن الأرض تعطي من يعطيها، مع حب الأخضر والاهتمام بالشجرة والعناية بها، مهما كان إنتاجها وثمارها، فكرة هزيمة الصحراء وتحدي الحرارة وقلة الأمطار والنظر إلى هذه الأرض بحب، والتي تمتد من الساحل الشرقي إلى السلع وليوا، هذه النظرة الرائدة المتحدية لوصف أن هذه الأرض صحراوية، وغير مجدٍ الصرف عليها في مجال الزراعة والاستثمار الزراعي، هذه الفكرة رفضها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتحدى الصحراء والحرارة، وقدم مثالاً في حب الشجرة واللون الأخضر والزراعة، حتى إنه منع قطع أي عود أخضر وأي شجرة من أشجار البيئة، ذلك المثال كان دافعاً للجميع وللمزارعين على وجه الخصوص، بأن يهتموا بالزراعة ويعتنوا بمزارعهم، ويطوروا من مشاريعهم الصغيرة.
كانت الحصيلة رائعة ومثمرة ومشجعة، وعلى الخصوص في مجال زراعة النخيل التي صعدت إلى ملايين الأشجار مختلفة الثمار والإنتاج، وجودة عطايا النخيل. 
تلك الأفكار الرائدة والمستقبلية أخذت في التوسع شيئاً فشيئاً، حتى أثبت الواقع أن اليد التي أنبتت الأرض هي يد العطاء الذي يجيء من أرض الخير المزروعة بالأخضر، والمثمرة بكل الطيبات.
الآن يمر العالم بحالة اقتصادية صعبة، وأن تنتج غذاءك بنفسك هو الفكر الصحيح، وها هي الإمارات تقدم دعماً قوياً وجديداً للمشاريع الزراعية والإنتاج الزراعي، حيث إن الاستثمار في القطاعات الزراعية والإنتاجية هو خير سند ومانع لعاديات الأيام القادمة. 
جميل أن تتحول كل مناطقنا إلى غابات نخيل وبساتين زراعية عامرة بالخيرات، والأجمل أن تقام المصانع المختلفة لكل إنتاج، يحقق تقدماً في العمل وزيادة في الثروة الزراعية، هذا السند القوي الذي تقدمه الإمارات للجانب الزراعي، هو فكر حكيم من أجل الحاضر والمستقبل.