أقدم الاتحاد الإماراتي لكرة القدم على خطوة أخرى تقود اللعبة إلى المستقبل، وهو نهج تسير عليه الدولة، لأن الجميع يعملون في شتى المجالات، وكأنهم في سباق مع الحاضر.
ومن أهم ما قاله الشيخ راشد بن حميد النعيمي في كلمته الافتتاحية لـ«خلوة كرة الإمارات»: «سوف تبقى مفتوحة لأننا سنؤسس مركزاً دائماً لاستقبال الأفكار والمقترحات، لجمعها ومناقشتها في اتحاد الكرة، والاستفادة في بلورتها لقرارات تسهم في تحقيق التطور المستمر لاستدامة النجاح».. 
نعم التطوير حالة مستمرة تقوم على البحث والنقاش والتفكير.
 لقد أشرت من قبل إلى أن آسيا هي قارة المستقبل في كرة القدم بقواعدها البشرية، وبما تملكه من إمكانات علمية ومادية، وهي تحتاج فقط إلى مزج فنياتها ومهارات لاعبيها بثقافات الاحتراف الحقيقية بكل تفاصيلها، وأذكر أنه قبل كأس آسيا عام 2019، تحدث مدربو ونجوم الكرة الخليجية عن أهمية العناية بتفاصيل الاحتراف، كعمل، وليس مجرد لعبة، لرفع المستوى الفني والبدني للاعب العربي في القارة، في مواجهة التطور الذي طرأ على لاعب كرة القدم في فيتنام وتايلاند والهند وماليزيا.. وقد كانت منتخبات هذه الدول جسوراً لمنتخبات شرق وغرب القارة، نحو الأدوار التالية في تصفيات المونديال، أو كأس الأمم الآسيوية. 
 ولعلي أضيف هنا أن من أهم الأفكار التي يجب وضعها على مائدة الاتحاد الإماراتي لكرة القدم هي، كيف يجعل من كرة القدم لعبة ممتعة، ومشروعاً اقتصادياً ناجحاً، ومسرحية فنية يقبل عليها الجميع؟ 
السؤال يبدو سهلاً بكلماته، لكنه في الواقع شديد الصعوبة عند تنفيذه، ويحتاج إلى عمل شاق وطويل، وقد كانت تلك فلسفة الإنجليز الذين جعلوا من كرة القدم صناعة تخدم الاقتصاد الوطني، وجعلوها استثماراً مربحاً، ومتعة يقبل على متابعتها الملايين في أرجاء المعمورة، كأنها مسرحية فنية رفيعة المستوى، بما تقدمه من لوحة كاملة بكل ما في اللوحة من تفاصيل دقيقة وصغيرة تثير الإعجاب. 
أضيف أيضاً أن الكرة العربية عموماً في أشد الحاجة، إلى تعريف أدق وأشمل للعبة على المستويات المحلية، وهو ما أطرحه من سنوات في مصر، وما أتمناه للعبة في وطننا العربي. 
كرة القدم هي، لاعبون ومدربون وحكام وجمهور وملاعب، ونقل مباريات، وبرامج تحليلية شيقة، وتكنولوجيا رياضية، وإعلام ومسابقات محلية ومنتخبات، وكرة القدم في أي دولة ليست المنتخبات فقط، ولكنها بمفهوم العصر هي: كل عناصر اللعبة السابقة، كما أنها صناعة ومتعة وترويح وتسويق وأرباح، وقد تحول المشجع العادي المحب، المنتمي لفريق، إلى عميل وزبون وشريك لهذا الفريق. 
** نحن غائبون عن بعض هذا، أو عن هذا كله !