استكمالاً لما جاء في هذه الزاوية عن قيام بعض فقاقيع وسائل التواصل الاجتماعي، ممن يسمون أنفسهم «فاشينستا» أو «مؤثرين»، بالتنمر على أصحاب الرأي، ممن يتصدون لممارساتهم غير الأخلاقية المسيئة لقيمنا الأصيلة في مجتمعاتنا الخليجية، نورد صورة صادمة ونموذجاً صارخاً ورد من دولة الكويت الشقيقة، حيث ضبطت السلطات شبكة لغسيل الأموال مرتبطة بحزب الله الإرهابي في لبنان، وتضم من بين المتورطين فيها عدداً من مشاهير «السوشال ميديا» أو «الفاشينستا».
 لذلك لا نستغرب تنمر أمثال هؤلاء على أصحاب الآراء الحرة التي تكشف ممارساتهم، ومحاولاتهم توظيف القانون لإسكات أصحاب الأقلام الجريئة الذين لا تأخذهم في قول الحق لومة لائم.
أرادوا أن يشرعنوا أمام أطفالنا والأغرار من متابعينهم ممارسات غير أخلاقية، ولا تمت بصلة لنا ولا لمجتمعاتنا وعقيدتنا من قريب أو بعيد. يطلون عليهم مع محارمهم، في صور ومشاهد أقل ما نستطيع أن نقوله عنها باللهجة المحلية أنها «دياثة» العصر. ولأجل هوسهم بالشهرة والأضواء فهم مستعدون لفعل أي شيء، وعلى استعداد لوضع يدهم بيد أعداء بلادهم الذين يستهدفون أمنها واستقرارها، وكذلك بقية بلداننا الخليجية.
كشفت الحملة في الكويت لدى مداهمة مقار هؤلاء عن سيارات كلاسيكية، وأخرى عصرية فارهة للغاية، وساعات ثمينة ومجوهرات، ومبالغ نقدية بالملايين من عملات متنوعة. أظهرت التحقيقات الجارية تورماً وليس مجرد تضخم في ثروة شاب وشابة منهم، من العدم إلى 120 مليون دينار كويتي، أي ما يزيد عن 1.5 مليار درهم إماراتي. وأخرى عثر في منزلها على مبلغ نقدي يعادل 65 مليون درهم، قالت: إنه من عائدات دعايات تقوم بها، في وقت تتهاوى فيه وكالات إعلانية كبرى في المنطقة والعالم جراء تراجع أعمالها!
نحيي مجدداً الموقف الحازم والثابت لقضائنا العادل والنزية، وهو يقف مع حملة الأقلام، في نقدهم البناء لأية ظواهر مخلة بقيم مجتمعنا الإماراتي الأصيل، ونحيي أبطال العيون الساهرة على أمن الدولة ومن على ترابها.
المسألة ليست مجرد وجه جميل، يطل ويستقطب متابعين للترويج والدعاية، بقدر ما أظهرت تشعبات وتمددات، تتعلق بأمن البلدان، وترتبط بخلايا للتخابر والتآمر، ناهيك عن تأثيراتها المدمرة للغاية على النشء والقيم والمبادئ والأخلاق في المجتمعات كافة.
ستظهر التحقيقات مع تلك الشلة من «الفاشينستا» أن ما خفي أعظم، وتصدّق ما كان يقوله أجدادنا: «ليس كل ما يلمع ذهباً».