قديماً كنا نقول: «حارس المرمى نصف الفريق».
 وتبدو الجملة لي الآن إعجاباً بحراس مرمى عظماء، مثل الروسي الأسطورة ليف ياشين، أو الإنجليزي الرائع جوردون بانكس، ثم مواطنه بيتر شيلتون، أو الألماني شوماخر، وزميله أوليفر كان، وإنما أصبح حارس المرمى لاعباً مهماً ومحورياً بالفريق، تعدت مهمته دور الحارس في الكرة الجديدة، «لم أعد أستخدم تعبير الكرة الحديثة، لأن هذا التعبير أصبح عمره الآن أكثر من 30 عاماً»..!
 هكذا شاهدنا حارس مرمى بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا مانويل نوير، وهو يبدأ الهجمة لفريقه من آخر خطوط الملعب، وهكذا وجدنا بيب جوادريولا يستغنى عن جو هارت حارس مرمى مانشستر سيتي ومنتخب إنجلترا، لأنه لا يجيد اللعب بقدمه، ويومها تعجب المتعجبون، وهل يلعب الحارس بقدمه أم بيده ؟! 
يوم 22 يناير من هذا العام، فاز ليفربول على مانشستر يونايتد بهدفين مقابل لا شيء في المرحلة 23 من البريميرليج، سجل الهدف الأول فان دايك من تمريرة أرسلها ألكسندر أرنولد، وسجل محمد صلاح الهدف الثاني من تمريرة أرسلها حارس المرمى أليسون بيكر، ليدخل صلاح في سباق مع دانيل جميس جناح مانشستر ويهزمه بسرعته الفائقة ويسجل، ليخرج ليفربول فائزاً بهدفين ويخرج أليسون بيكر فائزاً بجائزة أحسن لاعب في شهر يناير بتلك التمريرة.. ويومها قال يورجين كلوب: صلاح وبيكر يحاولان أداء هذه اللعبة منذ عام 2018، وقد لعبا معاً في روما، وهما متفاهمان.. قد يظن البعض أنها سرعة بديهة من بيكر، ولكنها عملية جرى التدريب عليها من الاثنين، يا له من هدف رائع، هدف مذهل. 
محمد صلاح من أهم لاعبي ليفربول، فهو ثاني هدافي البريميرليج هذا الموسم، ورابع صانع ألعاب وسبق وفاز بلقب الهداف بالطبع، أما أليسون بيكر فهو من عبقري الحراسة في الفريق، فقد أخرج النادي فيديو مدته 37 ثانية، يروي نجاحات أليسون بيكر خلال عامين مع الفريق منذ قدومه من روما عام 2018 بمبلغ 65 مليون جنيه إسترليني، وكان رقماً كبيراً في حينه، ويقول جون أتشربيرج مدرب حراس المرمى في ليفربول: أليسون لاعب هادئ الأعصاب، مثلج، وسريع للغاية، وكثيرون لا يرون سرعته في الجري، إلا أن تلك السرعة تسمح له بتغطية المساحات والزوايا بمهارة فائقة، حارس المرمى يحتاج إلى أن يكون حارس مرمى من جميع النواحي.. 
 ** فعلاً.. حارس المرمى لم يعد حارساً للمرمى فقط، وإنما هو لاعب مهم في الفريق..!