شجرتان، سامقتان، باسقتان، في الحقل العربي، وعندما ترفرف أغصان هاتين الشجرتين، ترتفع هامات الطير في سماء عروبتنا، وتحلق الأجنحة هيّافة، ريّانة جذلانة بهذا السمو، وهذا الريعان الذي يمنح الإنسان العربي قوة وأنفة.
اتفاق الدولتين على الثوابت العربية، ووقوفهما ضد المد الأسود الذي تقوده دول عدمية لا تضمر للعروبة إلا الشر، ولا تخبئ في جعبتها إلى النوايا الخبيثة.
شاهدنا وزيري خارجية مصر والسعودية وهما يلقيان البيان الوزاري في ختام اجتماعهما في مصر، وكان للبوح المصري والسعودي، له ما له من معاني تشير بالبنان إلى أنه لا مكان للطغيان، ولا مجال لتسويق الإرهاب على حساب العرب، ونشر الأجندات ذات اللون الزئبقي، بألسنة تقطر سماً، وعقول تنز بالكراهية لكل ما هو عربي.
لقد أصبحت ليبيا خلال السنوات القليلة التي مضت، بؤرة للخطر، وحضناً دافئاً لتنشئة الإرهاب ورعايته، ونشره على طول حدود هذا البلد وعرضها، والتهديد من خلاله للأمن القومي العربي، وزعزعة الاستقرار في البلدان المجاورة لليبيا.
حقيقة عندما يلتقي البلدان، تلتقي السواعد العربية، وعندما ينطلق الصوت من قاهرة المعز، يعتز كل عربي في داخله يصرخ صوت العقل الباطن ليردد، الصوت الواحد، بلاد العرب أوطاني، فمهما عبست الظروف، وتقاعست الحظوظ، وغشت السماء العربية غيمة الفرقة، فإن الآخر المتربص لا يفكر إلا بأن العرب أرض واحدة، ومصير واحد، وحتى يتمكن من الكل، فلابد وأن يضرب الكل في الصميم، وصميم العروبة يكمن في جذرها التاريخي، ولكي ينجح السوداويون في تنفيذ ما يخططون له، فإنهم يبذلون الجهد في زراعة هذه الأجسام الخبيثة، من أصحاب الأيديولوجيات العدائية، وطوائف العزلة، وقد حاولوا في سوريا، كما فعلوا ذلك في الصومال، ويحاولون في اليمن، ومستمرون في ليبيا، ولن يرتدعوا أن يكرروا تجاربهم الخبيثة في كل مكان من الأرض العربية، لأن الهدف واحد، والنتيجة واحدة، وعلى من يرى ويسمع أن يحذو حذو مصر والسعودية وهذا هو ديدن الإمارات منذ بدء الكوارث في الوطن العربي، وهو يا عرب وحدوا الكلمة، فالعدو واحد، وأنتم فرادى.
هذا هو الصوت الذي ترفعه الإمارات دوماً وهو أن كره الآخر، ليس إلا المرض الخبيث الذي سكن عقول المنتمين إلى مبدأ (أنا ومن بعدي الطوفان) والعياذ بالله.