حرصت وزارة الصحة ووقاية المجتمع على الاحتفال بعيد الأضحى المبارك قبل أيام، بطريقة خاصة ومبتكرة للتعبير عن الشكر والتقدير لأبطال خط الدفاع الأول، بإنتاج مقطع مصور بثته محطاتنا الفضائية، أظهر اصطحاب مجموعة من أطفال نخبة من الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات والكوادر الإدارية إلى دار السينما.
أعد الأطفال أنفسهم لمتابعة فيلم مختار محبب لهم يداعب خيالاتهم وأحلامهم الطفولية، ولكن فاجأتهم الشاشة بإطلالات لذويهم، وقبل أن يغادروا مفاجأة الفرحة، إذا بهم أمام أخرى وهم يرون وجهاً لوجه آباءهم أو أمهاتهم الذين حرمتهم ظروف عملهم من رؤيتهم لأسابيع وشهور. غمرتهم الفرحة التي عبرت عن نفسها بدموع ومشاعر عفوية لامست قلوب جميع من شاهد الفيلم القصير و«المشهد الأجمل» الذي كان في انتظارهم بعد طول غياب. 
 كان عنوان الفيلم «شكراً على صبركم» يحمل الكثير من المعاني والدلالات للإنسان، وهو يتحمل ويصبر على الابتعاد عن من يعز ويحب، فلذات الأكباد التي تستحق كل التضحيات رغم الأمتار القليلة التي تفصلهم عنهم، ولكنه نداء الواجب الوطني الذي يتعاظم دور كل منا  نحوه، وبالأخص في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة «كورونا»، وجعلت الجميع في حال استنفار، وتضاعفت الأعباء والمهام على أبطال خط الدفاع الأول.
ونحن نشاطر الوزارة الاحتفاء المتميز بهؤلاء الأطباء والممرضين والكوادر الإدارية، ونعبر لهم عن شكرنا وامتناننا، ولا يفوتنا تقديم الشكر والتقدير والامتنان لمئات الشباب المتطوعين من أبناء هذا الوطن الغالي والمقيمين على أرضه، ممن سارعوا  للانخراط في الصفوف الأولى، وبالذات في مراكز الفحص، تجدهم خلال ساعات النهار والشمس الحارقة وحتى في الليل مع ارتفاع الرطوبة، ومع هذا لا تفارق الابتسامة وجوههم، رغم أن البعض منهم لا يرى أسرته إلا مرة واحدة في الأسبوع وبعضهم أكثر من ذلك. ويعتبرون أن كل ما يقومون به غير كافٍ لرد ولو جزء بسيط من الدين الكبير الذي يطوق الأعناق تجاه إمارات المحبة والعطاء.
 يقدم هؤلاء الشباب المتطوعون صوراً بهية لروح العطاء بصمت وبذل وإيثار بدون ضجة أو ضجيج مثل أولئك الذين لا شاغل لهم إلا الظهور أمام الكاميرات وتوظيف مثل هذه المواقف النبيلة لصالحهم وبما يخدم أهدافهم الضيقة. شكراً وزارة الصحة ووقاية المجتمع وكل التحية والإجلال لأبطال خط الدفاع الأول ومتطوعيه.