في ليلة واحدة، ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا غنى للريال عن كريستيانو رونالدو، ولا غنى لكريستيانو عن الريال، بعد أن غادر كل منهما دوري أبطال أوروبا من دور الـ16، الريال على يد مانشستر سيتي، وكريستيانو مع اليوفي على يد ليون الفرنسي.
وأتصور أن كريستيانو لو أنه لا يزال ضمن صفوف الريال لما تعرض الفريق «الملكي» لذلك الموقف، وهو الفريق الذي يحمل لقب «سيد أوروبا» وملكها المتوج، والحاصل على لقب فريق القرن في الكرة العالمية، وأثبتت تلك الجولة أن وضعية اليوفي «أوروبياً» لا تستوعب طموحات كريستيانو، عكس ما كان عليه الحال في قلعة الريال، بدليل أن هدفي رونالدو في مرمى ليون لم يكونا كافيين لإنقاذ اليوفي، لأن يداً واحدة لا يمكن أن تصفق!
وفي رأيي أن الريال ودّع البطولة، عندما خسر أمام السيتي في سنتياجو برنابييه في لقاء الذهاب، وعندما حل موعد مواجهة الإياب في مانشستر وجد نفسه متخلفاً بهدف رحيم ستيرلنج بعد 9 دقائق فقط من البداية، قبل أن يدرك بنزيمة هدف التعادل، ولكن أخطاء الفرنسي فاران المتكررة منحت الفرصة للبرازيلي جيسوس ليضع نقطة في آخر السطر لمشوار الريال في البطولة الحالية.
وبالطبع فإن «البلو مون» أثبت جدارة عالية، وهو يكسب الريال «رايح جاي»، وهي من المرات النادرة التي يتعرض فيها الريال لذلك الموقف الذي شهد تفوق جوارديولا مجدداً على زين الدين زيدان، وكأن جوارديولا أراد أن يكرر نفس مشهد تفوقه على «زيزو» في برنابييه عندما كان «بيب» مدرباً لـ«البارسا» في عصره الذهبي.
×××
أثبت السيتي أن الفرق الكبيرة يمكن أن تمرض لكنها أبداً لا تموت، ويبقى الحلم الكبير التتويج باللقب الأوروبي.
×××
«عاصفة» دور الـ16 اقتلعت أبطال الدوريات الثلاثة الكبرى، ليفربول بطل إنجلترا، خرج قبل «الكورونا» على يد أتلتيكو مدريد، والريال بطل إسبانيا غادر على يد السيتي، واليوفي بطل إيطاليا ودّع على يد ليون.
×××
أعجبني أسلوب تعامل زين الدين زيدان مع «الكوارث» التي ارتكبها مدافعه فاران، وبدلاً من توبيخ اللاعب وتحميله مسؤولية الخروج من البطولة، وهو ما اعترف به اللاعب نفسه، راح زيدان يطيب خاطره، ويقول له «ارفع رأسك» فكل لاعب معرض لأن يخطئ، والمهم أن نتعلم من أخطائنا.