في أسبوع واحد نُشر عبر صفحات الحوادث في جرائدنا المحلية أكثر من ثلاث قضايا تتعلق بعصابات المساج ينظر فيها القضاء، بعد أن وصلت لمنصته الرفيعة، وتعود تفاصيلها لفترات سابقة، وهناك غيرها بانتظار دوره بعد استكمال الإجراءات القانونية بشأنها. يختلف الجناة والضحايا ويظل السيناريو والتخطيط والتنفيذ كما هو.
 تستأجر العصابة التي غالباً ما تضم فتيات من جنسيات أفريقية وآسيوية إحدى الشقق المفروشة في هذه المدينة أو تلك من مدن الدولة، لتبدأ بنشر صور عارضات جميلات على مواقع وحسابات التواصل الاجتماعي وتلك البطاقات التي تعلق على مقابض السيارات لاستدراج الضحايا، ويجري التركيز على المقيمين والسياح والمراهقين الذين يقبلون على خدمات «المساج» والتدليك وينصاعون لتعليمات العصابة، وهم تحت تأثير الصور.
وعند وقوع الضحية في الفخ، ووصوله للشقة المحددة يفاجأ بمجرد دخوله بمجموعة من الرجال والنساء ينهالون عليه ضرباً، ويجردونه من ملابسه، بعد تقييده واحتجازه وسلبه ما بحوزته من أموال ومقتنيات شخصية وتصويره وتهديده بالقتل إن أبلغ الشرطة. كما يُجبر على كشف الرقم السري لبطاقاته المصرفية والائتمانية ليتم سحب مبالغ نقدية منها، وتنفيذ عمليات شراء بها لأشياء ثمينة بحسب رصيد صاحب البطاقة.
 وصول هؤلاء المجرمين والمجرمات إلى القضاء لتقول العدالة كلمتها فيهم، جاء ثمرة جهود كبيرة للعيون الساهرة من رجال الأمن والشرطة الذين لا يسمحون لأمثالهم من الجناة الفرار بجرائمهم والإفلات من العقاب، ويبذل منفذو القانون جهوداً استثنائية للوصول للمجرمين، سواء في مثل هذه القضايا، أو غيرها لأنها تمس الأمن والاستقرار والصورة الحضارية لإمارات المحبة والعطاء. ومن هذه النقطة بالذات يتطلب الأمر منا جميعاً التعاون تحت الإحساس والإدراك بأننا مسؤولون وشركاء لرجال الشرطة والأمن، وعلينا التعاون معهم للكشف عن مثل هذه الأوكار والخيوط المؤدية إليها، والتي قد تبدأ من رقم هاتف مدوّن ببطاقة وضعت على مقبض سيارة أو حساب بأحد مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أن الفنادق والمنتجعات مدعوة للمشاركة بتوعية ضيوفها بضرورة الحذر، وبأن هناك أماكن مرخصة لخدمات المساج تخضع للمراجعة والتدقيق من قبل البلديات والدوائر الاقتصادية والصحية، وبالأخص في هذه الفترة ضمن الإجراءات والتدابير الاحترازية والوقائية لمواجهة جائحة كورونا.
نجدد التحية والتقدير للعيون الساهرة اليقظة دائماً، والمتربصة بكل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار في بلاد الأمن والأمان.