صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله ورعاه، يأتي اسمه بصورة ذهنية مقامها كلمتان هما سلام وسعادة، فالمجتمع السعيد الذي أنشأه الباني المؤسس المغفور له الشيخ زايد -طيب الله ثراه- رسخ السعادة وعزز الإنسان وصنع الرجال ومكن النساء وترك بصمة إيجابية في عقول أبناء جيل كامل، وكانت فلسفته تطبيقية عززت مبادئ سابقة لعهدها في احتواء الآخر، والرؤية البعيدة، فما يعتبره قصار النظر مستحيلاً جعله الشيخ زايد محطة يستريح بها القائد ليستجمع قواه ومنها ينتصر فهيّأ مجتمعاً أكرمت بيئته الإنسانية، وقدّرت مَنْ عاش حياة الماضي ولم يعرف سوى الجهد والمشقة، فاستبدل تلك التجربة بما طمأن البعيد قبل القريب ونشر السعادة والمودة، فزاد الحمد والشكر، وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة بذلك نموذجاً حياً للحكمة في القرار وفعل الخير والعطاء. كان ذلك عهد التأسيس الذي أرسى أساسيات رسخت في أذهان الإماراتيين وإخوتهم المقيمين روح التسامح والتعايش السلمي، وعندما أصبحت الإمارات عاصمة العالم يجول جواز سفرها مدنه بلا وقفة عند الحدود أو في طوابير لإصدار التأشيرات، أصبحنا كلنا سفراء لدولتنا في الحل والترحال نصون بولائنا ذكرها، ونفديها بأرواحنا باستعداد وسعادة.
على نهج الباني المؤسس ترابطت القيادة الحكيمة لنشر السلام، إنها دائرة التأثير الإيجابية التي كلما كبرتْ تعرّفَ العالمُ وسكانه على هذه المنظومة المثالية التي تُحلل وقفات التاريخ، وتستشرف المستقبل في جميع حالات المجتمع والعالم. مثال، في بداية «كوفيد 19» أصاب الناس خوفٌ من المجهول، فكل من على هذا الكوكب يحارب جائحة بلا ملامح أو صور أو أعراض أحياناً، عندها رسم القائد لمجموعته خطوط اطمئنان غيرت سير قلقهم عن «الدواء والغذاء»، وجلسوا في بيوتهم يتصل بعضهم بمؤسسات وفرت الدواء والغذاء عند بيوت منازلهم بالمجان أو بأسعارٍ تحملت جزءها الثقيل الحكومة. قال رجل السلام «لا تشلون هَمْ»، وعندما جلس الناس في بيوتهم قال لهم «الصبر.. هذا الوقت سيمضي»، ثم أثنى على جهودهم فقال «معاً سننتصر» على هذا الفيروس. من ينظر في جميع التفاصيل وبهذه الدقة ملك قلوبنا، وعقولنا وحقق طموحاتنا، فالقائد يرى ما لا يراه الآخرون ونحن «لا نشيل هم».
للعارفين أقول، سموه قائد استثنائي، زعيم فذ، ورث الحكمة واستشراف المستقبل، له خالص محبتنا وصادق ولائنا.. سيذكر التاريخ هذه المحطات لاسيما محطة السلام الكبرى. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد فارس اللامستحيل، حامل لراية السلام، وقريباً لجائزة نوبل للسلام، إن شاء الله.