المجتمعات الوطنية هي أكبر أسرار الدول الناجحة، تلك المجتمعات التي لا تتبنى قضايا الدول الأخرى، ولا تتدخل فيما لا يعنيها من توجهات خارجية للدول المحيطة، تلك المجتمعات التي تفكر في المستقبل، تتسلح بالإرادة لتحقيق طموحاتها، ولا تنشغل بشيء آخر سوى تحقيق أحلامها.
حقيقة نلمسها كمجتمع وطني، تحققت الأحلام لأننا وضعنا كل التركيز على تحدياتنا وأحلامنا، لذلك استطاعت الإمارات أن تجتاز تحدياتها بسرعة كبيرة، واستطاعت تحقيق أحلامها التي كان يُنظر لها بأنها مستحيلة، ولم يتوقف الطموح عند مستوى معين، بل ارتفع السقف أكثر، لأنه وببساطة للشراكة ما بين المجتمع والقيادة في خدمة الوطن.
هناك ثقة مطلقة بأن كل قرار يتخذ يعد صحيحاً إيماناً بأن هذا القرار يصب في المصلحة العامة والمصلحة الوطنية، وهذه الشراكة جعلت من المجتمع يعلم الظروف المحيطة به، ويعلم حجم التحديات التي تنتظره، وهذا الأمر ضرورة ملحة في هذا الزمن، فالدول التي ليس لديها خريطة طريق واضحة المسارات لشعوبها تشمل محطات التحديات لن يكون بمقدورها النمو على أقل تقدير، إن لم تسقط لأنها تخسر وقود قطارها المتمثل بإرادة المجتمع.
لا شك أن معاهدة السلام التي أبرمتها الإمارات مع إسرائيل تتمثل بجوانب متعددة منها الحصول على مقاتلات F35، ولكن لا أعتقد أن الطموح يقف عند هذا الحد، هناك أمور أهم في اعتقادي الشخصي، اليوم الإمارات تُعرف بالتطوير، ولها إسهامات كبيرة في تطوير الصناعات العسكرية ولا أستبعد تماماً أن تسمع بعد سنوات عن تصنيع طائرات عسكرية مقاتلة بشكل كامل في الإمارات، فلكل شيء بداية، و«مسبار الأمل» مثال على ذلك بوجود الإرادة التي تعتبر أقوى من F35.