لا أشد المتفائلين بالأندية الإماراتية، ولا أشد المتشائمين بمنافسيهم في مواجهات دوري أبطال آسيا التي تجري بطريقة التجمع في الدوحة، توقع السيناريوهات التي حدثت، ولا حتى بعض المنتمين للأندية نفسها من مشجعين ومدربين ومحللين. 
الطبيعي أن الأندية السعودية والقطرية والإيرانية والأوزبكية، هي الأكثر جاهزية، لأنها لعبت مباريات كثيرة ومنافسات مهمة، فالفرق السعودية لعبت ثماني جولات كاملة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، والبقية لعبوا في الدوريات، بينما لم تلعب الأندية الإماراتية أو العراقية أي مباراة رسمية، باستثناء بعض المباريات التدريبية التحضيرية، لهذا لم يتوقع أحد أن ينتفض شباب الأهلي، ويحرز ست نقاط من أول مباراتين يلعبهما أمام شاهر خودرو الإيراني، وتعود له الروح والأمل بالبقاء في المنافسات، بعدما دخل التجمع، وفي جعبته «صفر» من النقاط، مثله مثل العين «الزعيم» الخبير في آسيا، وأول أبطالها بمسماها الحالي، والذي لم يظهر أبداً بمستواه الطبيعي منذ ما قبل كورونا، فخسر مرتين الأولى بالأربعة من سباهان، والثانية بهدفين من النصر السعودي، وبدت الأمور وكأن العين فقد أي فرصة بالبقاء، رغم بقاء 12 نقطة في الملعب، ولكن عندما شاهدناه في أولى مبارياته أمام فريق كبير مثل السد، وتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف، والخروج بنقطة، توقعنا أن تكون مباراة «الإياب» بنفس القوة، وقد تعد بكل النقاط، ولكن الذي حدث أن العين خسر بالأربعة، وخرج عملياً ونظرياً من البطولة مبكراً، لينضم للوحدة الذي انسحب بسبب ظروف اضطرارية. 
والمفاجأة الأكبر بعد شباب الأهلي، كانت في المباراة المذهلة للشارقة أمام الدحيل القوي جداً، ويكفي أن نعرف أن من خرج بالحمراء من الدحيل، هو المهدي بن عطية أحد أهم لاعبي المغرب عبر تاريخه، والقادم من يوفنتوس بطل إيطاليا، وقبلها بايرن ميونيخ وروما وأودينيزي ومارسيليا، وبخروجه من المباراة، استغل الشارقة الوضع، وهو الذي كان مقاتلاً منذ بدايتها، وخرج منتصراً برباعية كبيرة أعادته إلى الواجهة، بعدما كان الكثيرون يتوقعون خروجه رسمياً من البطولة يوم الجمعة، وما حدث هو أن الشارقة قلب كل الموازين، وباتت في جعبته أربع نقاط، مع بقاء ست نقاط في الملعب أمام التعاون السعودي الذي يقدم أسوأ مستوى له منذ العودة من كورونا محلياً وآسيوياً وبيرسبوليس الإيراني الذي هزم التعاون مرتين، وحقق نقطته السابعة وصدارة المجموعة، وبقيت لديه مباراتان مع الشارقة، وأخرى قوية أمام الدحيل. 
بقاء اثنين من الفرق في سباق المنافسة، وخروج العين الذي يجب أن لا يمر مرور الكرام، وقبله الوحدة الاضطراري، يعني أن الكرة الإماراتية قدمت أداءً أفضل مما هو متوقع، قياساً على عدم وجود أي نشاط محلي، ولو بقي الشارقة وشباب الأهلي بنفس الروح والقوة والفعالية، فيمكن جداً أن يذهبا بعيداً في البطولة، وهو ما نتمناه، لأن الشارقة لديه مجموعة قوية جداً، وشباب الأهلي يجهز نفسه بلاعبين على سوية عالية أيضاً، ويمكن التقدم في المراحل الإقصائية، وربما الوصول إلى نصف النهائي.. لم لا ؟ 
قد يقول البعض إنني متفائل زيادة عن اللزوم، وأنا أقول في عالم كرة القدم كل شيء وارد.