(حياكم) مبادرة تلامس وجد، ووجدان من وقفوا في الصفوف الأولى للدفاع عن صحة المجتمع وعافية أهله، وتقضي هذه المبادرة الميمونة، بأن تقدم الدولة منحاً دراسية لأبناء العاملين بالقطاع الصحي، حتى إنهاء دراستهم الثانوية، وتأتي هذه المبادرة الكريمة من يد ما توقفت عن المد، والمدد، والامتداد إلى حيث تكمن حاجة الإنسان في عيشه الكريم وتعليمه، ومسكنه، وصحته.
مبادرة تعبر عن كيفية تعامل القيادة مع الذين يصدقون، فيخلصون، فيسومون النفس سخية، من أجل الآخرين، مضحين بكل ما يملكون، مؤمنين بأن الحياة نهر، وهم سحابة السماء التي تفيض بالعطاء، وبهذه الحوارية المجتمعية تكتمل الدائرة، وتشع بنور التكامل، والتواصل، ومن فاصلة أو نقطة توقف التضحيات لأجل وطن بنى ثوابته على الجزل في العطاء ومن دون شروط، أو ضغوط.
إنها السجية وثيمة المفاهيم التي سقيت بماء المكرمات، حتى فاضت ينابيعها بالعذوبة، وسر الصفاء في القريحة، وعبق الرخاء في التفاني، والإيثار، من أجل وطن تجتمع فيه الأعضاء كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء.
هذه هي الإمارات، وهذا هو أرث المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يتجلى دوماً في بوارق إمطار لا تكف، ولا تجف، بل هي في الفيض أنهاراً، في الروض أزهاراً، تتعانق فيها المشاعر كأنها الأغصان المورقة، وتصافح فيها القلوب كأنها الرموش في عيون حور دعج.
هذه هي الإمارات في فجرها الإنساني، لا تبخل لقريب، ولا تقبض يداً عن غريب، فكل الإنسانية تحظى بمنهل يستمد من وحدة الوجود، جوده، ومن تسامي القيم حدوده، بهذا المنطق الحالم بموعد مع الرفاهية الأخلاقية، تنمو شجرة الإمارات، وتتسامق، وتتباسق، ممتلئة بالحب السماوي، كأنها النجمة وهي تلمع ببريق النقاء، وكأنها الغيمة وهي تطلع على العالم بصور البهاء، هكذا هي الإمارات تبدو في الكون الفسيح، غاية وراية، وسارية ترفع ألوان علمها الأربعة كأجنحة الطير، محلقة، متألقة، متأنقة، متشوقة دوماً إلى ذاك الأفق البعيد، لأنه المكان الذي فيه تنسج مخمل أهدافها الإنسانية، وطموحاتها الكبيرة، وأسس طموحاتها بأن يعيش العالم تحت مظلة الألفة، وحنان من يحكم، ومن يقود المسيرة، بحيث يبقى العالم في مأمن من خيبات الزمن، وزلزلة الطبيعة.