عندما يأتي ذكر المتحف أمامنا، عادة ما يرتبط في أذهاننا بكل ما هو قديم وتاريخي وأثري، وما خلفته الحضارات القديمة من شواهد وأوابد، ولكن هنا في وطن الريادة والتفرد، متحف للمستقبل ببنائه المتفرد وموقعه الاستراتيجي على شارع الشيخ زايد في دبي، والذي تشرف مؤخراً بوضع فارس الطموح والتميز ورائد المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، للقطعة الأخيرة في واجهته البديعة، استعداداً للمرحلة النهائية من تشييده، وهو يمثل الريادة الإماراتية في الإبداع والتصميم، باعتباره أكثر مباني العالم إبداعاً، وأضحى معلماً بارزاً يضاف للمعالم العمرانية المتميزة في «دار الحي»، حتى قبل اكتماله وافتتاحه رسمياً في تلك المنطقة الحيوية من المدنية، غير بعيد عن أبراج الإمارات والمركز المالي العالمي والمركز التجاري العالمي، وجميعها محطات سجلت للمدينة التفرد والريادة، باعتبارها منصة عالمية للمعارض الدولية وعاصمة للمال والسياحة العالمية.
في تلك المناسبة، لخص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد شيئاً من رؤيته بقوله: «هدفنا ليس بناء معجزات هندسية، وإنما بناء معجزات بشرية تستطيع استخدام المتحف لبناء مستقبل أفضل».
عودنا الفارس أبو راشد ألا ننتظر المستقبل، بل نعيشه واقعاً، ولعل هذا المتحف الأيقونة يمثل شيئاً من رؤية سموه السابقة للعصر، وقد تجملت واجهة المتحف بعباراته التاريخية للأجيال، «لن تعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن تبدع شيئاً يستمر مئات السنين» و«المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا يُنتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم»، نقشها بكل تصميم فني واقتدار وابتكار المبدع الإماراتي مطر بن لاحج، والذي كنت قد اقتربت من عوالم إبداعاته في محاضرة له نظمتها عن بُعد مؤسسة بحر الثقافة، وهو يمثل جيلاً من المبدعين الإماراتيين المنشغلين بالمستقبل في وطن يسابق الريح باتجاه العطاء والريادة في سماء الإبداع باتجاه المستقبل الوضاء.
وكانت قد سنحت لنا وعلى هامش القمة العالمية للحكومات- قبل جائحة كورونا- الاطلاع على بعض ما سيكون في متحف المستقبل، وكان باختصار تخيلاً لثورة معرفية هائلة لما يمكن أن يقود إليه الإنسان وعلومه في المستقبل، ولعل أبلغ ما عبر عنه المتحف حجم الاعتزاز بلغتنا الجميلة، وتأكيد صاحب الرؤية بأن «متحف المستقبل أيقونة هندسية عالمية، ولكنه يتحدث اللغة العربية».