ظهرت إيميلات هيلاري كلينتون للعلن، وزيرة خارجية أميركا، والتي خاضت المنافسات الرئاسية ضد ترمب في الانتخابات الأميركية الماضية، وحديثنا في هذا الإطار ليس عن التحركات السياسية والتوجهات السياسية للدول، وحجم ما كان يحاك في ذلك الوقت، فالولايات المتحدة الأميركية كباخرة كبيرة تحتاج إلى وقت طويل لتغيير مسارها، بعكس القوارب الصغيرة التي من المفترض أن تكون مرنة أكثر، ولكن هذا التشبيه انعكس تماماً، بحيث أصبحت القوارب الصغيرة لا تستطيع الالتفاف وتغيير مسارها، حتى ولو كانت متجهة إلى الطريق الخطأ، لكن حديثنا في هذا الموضوع يتعلق بأهمية الإعلام في تحريك المشهد السياسي بحسب إيميلات هيلاري كلينتون، فالاجتماعات التي عقدت لإنشاء قاعدة قنوات إعلامية وصحف ومواقع ذات توجهات إخوانية لتحقيق الأهداف السياسية، وخلق أصوات ورأي عام مؤيد للاحتجاجات، التي كانت إبان ثورات الربيع العربي، هو ما يثير الدهشة في صندوق بريد كلينتون.
وعلى الجانب الآخر، ومن باب تأكيد المؤكد، أثبتت السعودية والإمارات أن أموراً مهمة يجب أن يسلط عليها الضوء في بناء أي تحليل سياسي أو قراءات استشرافية للمستقبل في مواجهة التحديات، الدولتان بحسب البريد الإلكتروني لكلينتون، ترفضان التدخل في شؤون الدول الخليجية، وأن القرارات الحاسمة التي تتخذ في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار دول مجلس التعاون، كما حدث في البحرين، غير قابلة للمناقشة، وليس من باب جنون العظمة أن نتحدث عن ثقل السعودية والإمارات السياسي، بل هو واقع ملموس تؤكده المواقف والأفعال لا التصريحات والمنابر، وهذا هو بالضبط ما يزعم ذلك الذي يحلم بإعادة حلم عودة الإمبراطورية العثمانية، تلك الأحلام ستبقى أحلاماً ما دام في العرب السعودية ومصر والإمارات.
لو عدنا إلى تلك القنوات التي تأسست بغرض الجحيم العربي، ومشاهدة توجهاتها ننظر أنها تقسمت إلى قسمين، الأول أخذ يتصدع بسبب حجم تفاوت التمويلات والرواتب، والأخرى مستمرة بالتركيز على بعض الدول، ويبقى خطها التحريري الثابت في التركيز على مصر والسعودية والإمارات، تلك الأدوات الإعلامية لن تستمر طويلاً، لأنها تأسست لغرض تكتيكي، وليس بهدف استراتيجي، وللحديث بقية..