يقول أبو الطيب المتنبي في بيته الشهير: أنام ملء جفوني عن شواردها * ويسهر الخلق جراها ويختصم.. ولم يكن يدري أن النوم العميق أصبح اليوم قضية العصر جراء القلق وإيقاع الحياة، وأصبح عصياً على الجفون، وسيطر الأرق وما يقود إليه من أمراض عضوية ونفسية على شرائح واسعة في المجتمعات العصرية.
اليوم يتجدد الحديث عن النوم والحرص على أن يكون جيداً وكافياً مع الدعوات المتزايدة للحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية، وأهميته في تعزيز المناعة للجسم والوقاية من فيروس كورونا المستجد كوفيد-19. 
ونقلت شبكة «سي أن أن» عن ماثيو والكر اختصاصي النوم ومؤلف كتاب «لماذا ننام؟» الأكثر مبيعاً، أن ممارسة «عادات نوم جيدة» أمر مهم لجعل لقاح الإنفلونزا فعالاً.
وقال والكر المتخصص في العلاقة بين النوم وصحة الإنسان في جامعة كاليفورنيا، بيركلي «إن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم في الأسبوع الذي يسبق الحصول على لقاح الإنفلونزا يمكن أن يؤدي إلى إنتاج أقل من 50% من المضادات الحيوية الطبيعية في الجسم - وهو رد فعل من شأنه أن يجعل لقاح الإنفلونزا غير فعال إلى حد كبير»..
معلومة مهمة لم نسمع بها من جهاتنا الصحية وهي تحث الجمهور على سرعة الاستجابة لحملتها الواسعة للحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية والذي وفرته مجاناً للجميع في عياداتها ومراكزها الطبية. وذلك لأهمية هذا الأمر، خاصة أن مشاكل النوم قد أصبحت متفاقمة في مجتمعنا للدرجة التي شهدنا معها توسع المستشفيات في استحداث أقسام وعيادات لعلاج اضطرابات النوم، وهو الأمر الذي لم يكن شائعاً لدينا حتى سنوات قليلة مضت.
واعتبر والكر نتائج دراسات فحوص النوم اختراقاً كبيراً، قائلاً «نحتاج إلى دراسة ما إذا كان هناك نفس العلاقة بين النوم وتحصينك الناجح ضد كورونا».
ومما يمكن التوقف عنده، ونحن نتحدث عن مشكلة النوم المؤرقة سرعة غالبية الأطباء لصرف الأدوية المساعدة على النوم، بدلاً من تشجيع المترددين عليهم على اتباع نمط غذائي ومعيشي صحي وممارسة الرياضة. وكلنا نعرف المخاطر المترتبة على التعود على تلك العقاقير وما تقود إليه.
الحصول على نوم هانئ كافٍ لا يقل عن ست ساعات أصبح مطلباً حيوياً لأجل صحة جيدة، ليصح بذلك ما ذهب إليه الشاعر العراقي الشهير معروف الرصافي «ما فاز إلا النُومّ».