مهما تجلت حالات الحياة إلى أقصاها، في مؤشراتها المختلفة ورتابتها، لا بد لنور الكتاب أن تسطع حروفه من ثغر مدينة باسمة، تجلت بها العناوين الثقافية المختلفة، ورصد لها كل هذا الحب والتقدير للكاتب والمؤلف والقارئ، وكأن حسنها لا يكتمل إلا بإطلالته الجميلة، إنه معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهو يتصدر الأبعاد الثقافية المختلفة كلها، ويتحدث عنها بكل جديد وحديث، وبشغف ينتظر من قبل الأوساط الثقافية العالمية والعربية، وقد تختلف معارض الكتب في طرحها وعرضها السنوي، ويبقى هذا المعرض ضمن رؤى جميلة، لا يحيد عن ثوابت رسالة ثقافية شاملة وصادقة، لا تهدر قيمة الكتاب، ولا تعرضه للترويج الباهت، بل تصادق على المحتوى القيم، وفي كل مناسباته السنوية يضيء معرض الشارقة الدولي للكتاب بجديد رسالته.
ورغم الجائحة العالمية التي أجلت الكثير من المعارض، وباعدت بينها وبين مرتاديها، إلا أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يسير حسب موعده، ليحتضن بقلب رحب المثقفين أينما كانوا وأن يطلقوا إصداراتهم، فيحتضنهم ويقيم لهم المناسبات الثقافية، وبهذه الصورة يكتب لهم نجاحات مشرفة ومشرقة للثقافة العربية، لقد تعاطى مع الجائحة بشكل يضمن صون المثقف والاستمرارية الثقافية السنوية المبتهجة بعرسها.
ولم يكن الأمر بالسهل أن تقيم معرضاً وسط هذه الجائحة العالمية، بل العمل يعد مضاعفاً لتحقيق ما يصبو إليه المعرض من نجاحات اعتدنا على أنها تفوق الوصف، في كل عام، وتهب لنا أنماطاً ثقافية تعزز وجود المعرض بيننا وفي عالمنا الثقافي، وتعزز مكانته واستمراره وعدم استسلامه للظروف، بل يواصل احتفاءه بالكتاب ليواصل إشعاعه تجاه المثير من هذه التقلبات الحياتية المستمرة، والتي تحاول إطفاء الثقافة العالمية أحياناً أو ترحيلها بعيداً عن مداها وطموحها في الحراك المتجدد وصيرورتها المنتظمة.
فالمعرض كتظاهرة جميلة يسير نحو العمق الثقافي وتأصيله في الذاكرة، ليرفع شعاراً مهماً هذا العام بعنوان «العالم يقرأ في الشارقة»، ميزة أخرى في بناء الشراكة مع المؤسسات الثقافية العالمية ودور النشر، ليعزز مكانة المعرض من ناحية ومكانة الدولة في الخريطة الثقافية العالمية، بل مكانة معرض الشارقة الدولي للكتاب أصبحت نافذة للثقافة العربية على الثقافة العالمية.
في نجاح المعرض ورسالته الخالدة في رصد الواقع الثقافي العربي والعالمي، وفي بناء هذه المنظومة تتجسد رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات سموه المستمرة في جعل معرض الشارقة الدولي للكتاب منارة ثقافية مهمة على صعيد تاريخ المنطقة ثقافياً.