عندما نقول عن لاعب أو شخص أو نجم أو فنان أو مبدع إنه «كبير»، فيجب أن تكون هذه الكلمة مستحقة، وليست مجرد إضافة أو ديكور، فالنجومية الحقيقية ليست فقط مهارة، أو تميز في لعبة أو حرفة أو مهنة أو مجال، بل هي «باكيج»، أو حزمة متكاملة من الأمور تشكل جميعها كلمة «نجم كبير».
ولو نظرنا إلى الإماراتي إسماعيل مطر الذي عاصرته منذ بداياته في كأس العالم للشباب عام 2003، ونال الكرة الذهبية، رغم أن الإمارات لم تتأهل سوى إلى ربع النهائي، ورغم وجود عمالقة في تلك الفترة، وهو لم يأخذها «مجاملة»، بل عن استحقاق، وهو ما تأكد لنا في «خليجي 2007»، حين كان السبب الرئيسي، في أول تتويج تاريخي لبلاده في بطولات الخليج، بتسجيله 5 أهداف في 5 مباريات.
إسماعيل الوحداوي لم ينتقل من ناديه، رغم تهافت العروض، ولم يترك بلاده ليحترف في أي مكان سواها، رغم أنه لم يلعب أساسياً في العديد من المباريات والبطولات، إن كان في ناديه أو مع «الأبيض»، ولكنه بقي وفياً لمعشوقته كرة القدم، يتدرب ويلعب ويسجل أهدافاً أسطورية، كما فعل في الجولة الثالثة في شباك شباب الأهلي، إلى درجة أن مدرب الفريق الذي اهتزت شباكه، وهو الإسباني زاراجوسا أشاد بـ «الهدف المارادوني» حسب وصف الجميع.
إسماعيل ابن السابعة والثلاثين، لم يتم استدعاؤه لمنتخب بلاده مؤخراً لمباراتي طاجيكستان والبحرين الوديتين، ولكنه لم يمتعض ولم يعترض ولم يهاجم، بل بالعكس دافع عن المدرب خورخي لويس بينتو، وعن قراره بعدم ضمه، رغم أن «سمعة» هو أفضل لاعب في شهر أكتوبر بالدوري، ورغم أن الأرقام تقول إنه شارك أساسياً في جميع المباريات التي لعبها الوحدة في الموسم الحالي، منها 4 في دوري الخليج العربي، وواحدة في كأس الخليج العربي، بزمن لعب 444 دقيقة، واستبدل في مباراة واحدة، مسجلاً 4 أهداف «3 في الدوري، هدف في كأس الخليج العربي».
كما حقق «سمعة» في الأربع مباريات بالدوري 170 تمريرة، منها 109 تمريرات ناجحة في منطقة المنافس، و14 تمريرة مؤثرة، ونجح في صناعة هدفين، وبلغت الدقة الإجمالية لتمريرات «سمعة» 70%.
كل هذا لم يشفع لـ «سمعة»، وفي الوقت نفسه لم يدفعه، لأن يقول حرفاً واحداً تجاه المدرب، وقال تطلبون المدربين، ثم تضعون لهم الأسماء التي يجب أن يختاروها، عليكم أن تتوقفوا عن هذه الأمور.
نقطة على السطر وعلى الحرف وخارج النص.