إن النور الذي يمنحك إياه الآخرون.. «مؤقت». 
 ولذلك.. ولكي تضمن لنفسك عدم مباغتة الظلام حياتك.. يجب أن تعمل على أن يكون مصدر النور من داخلك. 
  يحظى موضوع حب الذات بالكثير من المحددات الاجتماعية والأخلاقية «الظالمة»، في حين تحض التضحية والإيثار كمقابل قيمي «مثالي»، ورغم جدارة واستحقاق مبحث «حب الذات»، إلا أنه لم يخضع للقراءة الجادة «المحايدة». 
 منذ قرابة شهر وأنا أفكر في هذا الأمر، لأسباب مختلفة، أهمها، الجدوى الحقيقية من دفع الناس للخجل من التعبير عن رغباتهم التي يريدونها لأنفسهم، ولكن قبل ذلك.. هل يدرك الناس حقاً ما الذي يحبونه لأنفسهم؟ 
 طرحت سؤالاً مباشراً على 20 شخصاً -أصدقائي وزملائي في العمل- (كيف تسعد نفسك؟ وما رأي من حولك في ذلك!)، وإليكم ما توصلت إليه: 
 عندما نحب أنفسنا، فإننا نحب أجسادنا، نخصها بالطعام والمشرب الصحي والملبس المميز والطيب الجميل، ونحررها من كل ما لا يفيدها، ومن هذا النوع من الحب ينتج الحرص على ألا يصيب طعامنا وشرابنا ما يضره، فنحرص على البيئة وندعو لصون الطبيعة والموارد.
 عندما نحب أنفسنا نحرص على أن نقضي كل دقيقة في صحبة آسرة جميلة، لا نعكر أمزجتنا بالعلاقات السامة والناس السلبيين والرفقات المؤذية، وإن فعلنا عرفنا حقاً المعنى الحقيقي، بأن نكون إيجابيين وذوي قيمة لمن حولنا. 
  عندما نحب أنفسنا نسعد جداً بما نحن فيه، فلا ننشغل بما فاتنا، ولا يؤرقنا ما سيكون، فنستثمر اللحظة جيداً، وندرك النعم الكبيرة التي تحت أقدامنا، وقتها سننضج وسنكتشف معنى القناعة. 
  عندما نحب أنفسنا نسامحها إن أخفقت، ونتساهل مع هفواتها غير المقصودة، فنتوقف عن اعتبار أنفسنا على حق دوماً، وندرك معنى التواضع، ونقدّر علم الآخرين واستحقاقاته. 
  عندما نحب أنفسنا لا نترك أوقاتنا بلا أفعال تجلب لنا السعادة، وتجعل لدقات قلوبنا نبضاً مختلفاً، فنكتشف أن الحقيقة والجوهر نابعة من ذلك المكان الصغير جداً القابع في صدورنا، فلا نتعالى على أي شيء. 
 عندما نحب أنفسنا نقبل بطباعنا واختلافاتنا مهما حاول الآخرون التقليل منها، فنتفهم اختلافات الآخرين، ونكتشف معنى الثقة بالنفس والتسامح مع الآخر. 
 وما زال البحث مستمراً في فوائد «حب الذات».