لم تكن «المدرسة الرقمية» التي أُعلن عنها مؤخراً، إلا رسالة جديدة من الإمارات بأن «كورونا» لن يعوق مشروعها الحضاري أو رسالتها التي تحملها للعالم، وأن مقتضيات الإغلاق التي فرضها في بعض دول العالم لن تثنيها عن القيام بواجباتها تجاه الإنسان أياً كان وأينما كان.
وكما كان قدرنا أن نربط العالم ونكون محطته الرئيسة، فإن قدرنا أيضاً أن نكون شغوفين بصنع مستقبل أفضل له، يتخلل فيه النورُ آفاقَ الإنسان، ويسير به نحو دروب المعرفة، بمبادرات تتجاوز عوائق الزمان والمكان والجائحة.
المبادرة هذه المرة جاءت عبر «نافذة التعليم» بإنشاء أول مدرسة رقمية عربية متكاملة ومعتمدة، في إطار سلسلة من المشروعات الثقافية والفكرية والمعرفية والتعليمية والإنسانية التي دأبت بلادنا على إطلاقها منذ نشأتها، ولم تتوقف حتى في ظل الجائحة التي تضرب العالم.
ولأن النهج الإنساني قيمة لا تستغني بلادنا عنها، فإن المدرسة تستهدف بالمقام الأول الفئات المجتمعية الأكثر هشاشة والأقل حظاً واللاجئين في المجتمعات العربية والعالمية، وبطريقة ذكية ومرنة. 
الإمارات، وعبر المبادرة الجديدة، تصنع من التحديات التي فرضتها جائحة كورونا فرصة جديدة، تشرع من خلالها نوافذ المعرفة للعالم، وتضع التعليم في متناول الجميع.
ربما لا يعلم كثيرون أن قطاع الطيران إبان مختلف الأزمات التي ألمت بالمنطقة لم يتوقف لحظة، وكان همزة الوصل الوحيدة بين المنطقة والعالم، ليعود اليوم بالقدر ذاته من الشجاعة والاستراتيجية، ويحمل الأمل لشعوب 120 دولة بنحو 1613 طناً من الأدوية، ثم تأتي «المدرسة الرقمية» الآن لتختصر مسافات أبعد، وتحمل للشعوب «سلاح العلم» الذي هو أساس البناء.
هذه رؤيتنا ورسالتنا، وتلك شخصيتنا التي تواجه التحديات وتحولها إلى فرص، ولا تؤمن بالمستحيل، الأمر الذي أكده الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حينما قال: «المستحيل ليس في قاموسنا، وليس جزءاً من تفكيرنا، ولن يكون جزءاً من مستقبلنا».