فرحة عارمة اجتاحت الوطن العربي يوم أمس حين احتفلت معظم الدول العربية والإسلامية باليوم الوطني لدولة الإمارات، كنت أطوف متجولاً بين المحطات التلفزيونية المحلية التي خصصت ساعات طويلة لتقدم الصورة الكبيرة للوطن، وهو يعبرُ قوس السنة التاسعة والأربعين لندخل رسمياً في عد الأيام للاحتفال بعد عام بمرور خمسين سنة وبداية أخرى قادمة. وللحق فقد نقلت قنواتنا من كل زاوية وركن في الدولة المظاهر الجمالية الرائعة والمشاعر الإنسانية التي يكنها المواطنون والمقيمون لهذا الوطن وقيادته التي ظلت تعمل بإخلاص طوال خمسة عقود حتى أضحت الإمارات بيتاً وموطناً لكل من يعيش على أرضها ويتنفس هواءها. كانت الإمارات حاضرة بكل مظاهرها الجميلة بداية من تراثها العربي الأصيل وصولاً إلى حداثتها وهي تُعلي من قيمة العلم وتسابق الزمن في الوصول إلى الفضاء، وتمد يدها لمصافحة دول العالم لبناء مستقبل أجمل للإنسانية كلها.
الأجمل، أن قنوات معظم دول الخليج، خصصت ساعات ومساحات طويلة من بثها يوم أمس لعرض أفلام وثائقية عن الإمارات، واستضافت شعراء وكتاباً وفنانين إماراتيين عبر برامجها، وأخرى وضعت شعار وعلم الدولة على شاشاتها بما يعكس روح التكامل القوية التي تتجلى في توجهات الإعلام وهو الصوت الرسمي والشعبي لدول الخليج. وخصص التلفزيون السعودي الكثير من ساعاته ليبث برامج عن الإمارات، وأنتجت الكويت برامج وأغاني خاصة بهذه المناسبة، وقدم تلفزيون البحرين برنامجاً رائعاً استضاف فيه فنانين ومتحدثين عن تاريخ الإمارات وثقافتها، كما تابعنا الفقرات التي عرضها التلفزيون العماني، والاحتفالية الضخمة التي خصصتها قنوات «إم بي سي» ببرامج نوعية تبعها الحفل الذي نظمته من ساحة برج خليفة ونقلته على الهواء مباشرة. يضاف إليها البرامج التي بثتها القنوات المصرية والعربية، وهي كلها تشعُّ بالفرحة وتشاركنا في غناء أنشودة وطن يتحدث بلغة المحبة والتسامح والسلام.
مرة أخرى، يثبت الإعلام أن الروابط التي تجمع بين الأشقاء كبيرة وعظيمة جداً، وستظل مستمرة للأبد، وهذا التلاحم الذي تجلى بالأمس في وسائل الإعلام إنما يعكس مقدار وحجم الحب الذي يكنّه أبناء المنطقة كلها للإمارات وأهلها، وهو الحب نفسه الذي تقابلهم به الإمارات كلما جاءت مناسبة وطنية لدولة شقيقة أو صديقة، فشكراً لكل من عبّر بصدق عن مشاعره الجميلة تجاه هذا الوطن العزيز.