بعد الإعلان عن عودة الهولندي مارفيك لتدريب «الأبيض» الإماراتي، كتب صديقي محمد البادع هذه التغريدة: ما بين ذهاب مارفيك وعودته مرة أخرى يتجسد واقع كرتنا، 
(ما يطلبه اللاعبون) 
(ما اعتاده المستمعون) 
(ما لا يعرفه السابقون واللاحقون) 
(من الأفضل أن لا تسألون).. 
«تغريدة» مليئة بالعمق والوجع والتساؤلات والحالات التي اعتدنا على رؤيتها، ليس في كرة الإمارات وحدها، بل في كرة المنطقة بشكل عام. 
نعم منذ متى كان اللاعبون يقررون هوية مدربهم؟ وللأمانة سيكون الجواب منذ وجدت كرة القدم، فعندما يتكتل اللاعبون على رأي، لن يستطيع أي مدرب في العالم أن يُخرج منهم أفضل ما عندهم، وهو ما حدث مثلاً للبرتغالي مورينيو في تشيلسي عنده خروجه الثاني من «البلوز». 
الفكرة أن اللاعب هو عماد الفريق في النادي والمنتخب، وهو نجم الشباك، ولهذا لا ينفع معه إلا التفاهم والتراضي والود «مع الحزم في الأمور التدريبية والانضباطية والسلوكية»، ولهذا هناك مديرون للكرة يكونون «صلة الوصل»، بين المدرب واللاعب، ويحاولون رأب الصدوعات التي تنشأ لمليون سبب، بين اللاعب ومدربه أو إدارته أو حتى زملائه وربما مع نفسه. 
الثابت أن المدرب يتحمل وزر النتائج، مهما كان كبيراً، ولكن أن يكون يوماً يصلح، وهو الأنسب ثم لا يصلح ولا ينفع، ثم يعود ويصلح، فهو كما قال إينشتاين تجربة نفس الفكرة بنفس الأسلوب والطريقة، ثم توقع نتائج مختلفة كل مرة، رغم أن شيئاً ما لم يتغير. 
منذ كان يدرب في السعودية، والكل يقول إن مارفيك هو من أفضل من جاء إلى المنطقة، ولكن الرجل لديه عقد تحليل في محطة خارجية بعيدة، وهذا برأيي لم يؤثر على عمله، وهو أمر معروف عنه قبل التعاقد معه تماماً، كما حدث مع الكولومبي بينتو الذي كان رجل المرحلة، ثم تحول بقدرة قادرة إلى رجل لا يفهم المرحلة، أو لا يقدر عليها، وخلال فترة قصيرة وبدون أي مباراة رسمية. 
قلت مرة إن الإنسان إذا أراد خطبة فتاة، يسأل عنها جيرانها وأقاربها ومعارفها، ويبحث في تاريخها، وهذا ما نتوقعه عند التعاقد مع مدرب كرة قدم نتفاجأ بعد فترة، أنه يحب الحمل التدريبي أو لا، يحب أن يتدخل أحد في شؤونه، أو أنه ضعيف الشخصية، أو لا يقرأ المباريات جيداً، أو ببساطة مشغول بأمور جانبية يعرفها العالم كله ولا نعرفها نحن. 
من الممكن أن يفشل مدرب وهذا وارد، ولكن أن يفشل ثم يرحل ثم يعود من جديد، فهذه تحتاج لإجابة شافية وافية.