منذ البدء والإمارات يسطع نجم سياستها، كما هي الشمس المشرقة، لا تنحاز إلا للنور، ووضوح الرؤية، وسؤدد القرار، وما علاقاتها مع الدول إلا وتعبير عن هذه السياسة القائمة دوماً على تحقيق رسالة السلام في العالم، وتطهير الكون من ربقة العدوانية والتطرف، والإرهاب.
والعلاقة مع روسيا هي طريق الحرير، والذي يهدف إلى مد الأيدي إلى كل الدول الراعية لأمن العالم، والمؤثرة في بناء هذا الحلم، والذي أصبح الحقيقة التي لا بد منها إذا أراد العالم أن يهزم الشر، ويلحق بطغيان مجموعات الكراهية، الذل والهوان.
ولروسيا أكثر من تجربة في تحقيق الاستتباب في أكثر من دولة، وقد بينت روسيا قدرتها على وضع اليد على بعض الجروح وإشفائها من التقيحات، والحرب الأخيرة في ناجورني كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان شاهد جلي على الدور الروسي في إطفاء ذلك الحريق، والذي كان باستطاعته أن يبدد طاقات، ويبذر مشاريع، ويأتي على الأخضر واليابس في تلك المنطقة المهمة في العالم.
اليوم وقد بلغت بعض المعضلات في التفاقم، والاحتقان، وتمدد بعض الدول الإقليمية على حساب دول أخرى، وضد مصالح العالم، فمن الضروري بأن يكون لمحبي السلام، وذوي الأفكار الإنسانية الرائعة دور فاعل، لإسكات تلك الأطماع، وإفشال تلك الأحلام الزائفة، وكبح كل من حمل في جعبته أوهامه التاريخية، وذهب بها متورماً، ينفث رائحة أكاذيبه النتنة، فلا بد من تكاتف جهود المخلصين، لأجل سلام العالم، وأمنه، وطمأنينة شعوبه، فالحضارة البشرية وصلت أوجهها، واستطاع الخيرون من بني البشر أن يحققوا إنجازات رائعة، وينجزوا إبداعات مذهلة، الأمر الذي يتوجب على الجميع حماية هذه المدهشات من الأيدي الآثمة، وكبح جماح العبثيين من تحطيم الأحلام الزاهية، وردعهم، والضرب على أيديهم بشدة كي يعوا، ويستوعبوا بأن الله حق، وأن العالم ليس رهين أفكار أشبه بالجيف، بل إنه نتيجة جهود إنسانية نبيلة، وتستطيع الدول المحبة أن توقف هذا الطوفان، وأن تكسر حدة طيشه وعصابيته، وأن تمنع تفشي أمراضه في ربوع الأرض، وأن تتكاتف الجهود النجيبة لوضع حد لهذاءات الأشخاص الذين أصيبوا بالبارانويا، والذين صفعتهم رياح الشيزوفيرنيا، والإمارات بدورها لم تدخر جهداً في توفير كل ما تمتلكه من قدرات في سبيل إسكات الأصوات النشاز، والتخلص من أعشاش الدبابير، والوصول بالعالم إلى بر الأمان، والحفاظ على أعشاش الطير المزدهرة من عدمية الحاقدين.