أمس، دشن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بتوقيع البيان الختامي لقمتهم الحادية والأربعين وإعلان العلا، حقبة جديدة من العمل الخليجي المشترك لما فيه خير شعوبها وتقدمها ونماؤها وازدهارها، وما يعزز الأمن والاستقرار في منطقتنا.
نجاح القمة بهذه الصورة الراقية، والتي أدخلت الفرح في قلوبنا جميعاً، وأسعدتنا وجميع العرب والشعوب المحبة للخير والسلام ترجمة لحكمة قادتنا، وحرصهم الكبير للحفاظ على سفينة المسيرة المباركة قوية متماسكة، وهي تمضي نحو مرافئ الأمان رغم التحديات الجمة والعواصف والأنواء العاتية التي واجهتها في هذه المنطقة الحيوية من العالم، والذي تتشابك حوله مصالح العالم قاطبة. 
وتميزت كذلك بالحنكة التي هيأ بها للقمة من معين حكمته خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، كما أن إطلاق اسم الراحلين الكبار قابوس وصباح الأحمد، طيب الله ثراهما، على قمة العلا عبر عن الوفاء لجهودهما الكبيرة والعظيمة، التي مهدت لهذه اللحظة التاريخية في اللقاء الاستثنائي في ذلك الموقع التاريخي والاستثنائي بالمملكة، الشقيقة الكبرى وعمود خيمتنا الخليجية، وهي تحتضن بكل محبة ومسؤولية قمة العلا، والتي سجلت الدور الكبير لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في إنجاح أعمالها.
مرايا مركز العلا عكست طيب النوايا التي اجتمع عليها القادة، ومن عبق التاريخ الذي أحاط بالمكان استمدوا القوة بأن هذه السفينة يجب أن تواصل الإبحار لصالح شعوبنا ومنطقتنا. تمثيل الشقيقة الكبرى مصر في القمة تأكيد لدورها المحوري وثقلها في معادلة التكامل والأمن العربيين المتصل والمرتبط بالأمن الخليجي، وتعبير عن الامتنان والتقدير لذلك الدور والمكانة التاريخية والريادية. وكذلك تمثيل الولايات المتحدة الصديقة والحليفة، تقديراً لجهودها ودورها في تعزيز ودعم البيت الخليجي الموحد.
 إن الصفحة التي طوتها قمة العلا من مسيرة العمل الخليجي أمس، رغم أنها أصبحت شيئاً من الماضي، إلا أنها تحمل العديد من الدروس والعبر لنا جميعاً، بألا نسمح لأي طرف خارجي بالتدخل ليحاول الانحراف بمسيرتنا، وألا نسمح للأبواق المأجورة والموتورة أن تنال من إنجازاتنا ومكتسباتنا، خاصة تلك الجماعات المتاجرة بالدين لتروج وتمرر أجندتها المسمومة لتقويض الأمن والاستقرار في بلداننا.
نجاح قمة العلا نجاح للإرادة الخليجية والحكمة الخليجية، وللعلا تنطلق مسيرتنا للعلا مجدداً، وحفظ الله خليجنا.