تواصل شرطة أبوظبي جهداً كبيراً ومتميزاً وملموساً لتأمين سلامة الطريق ومستخدميه في المقام الأول مارة أو سائقين، وضمن حملة «درب السلامة» التي أطلقتها مؤخراً حرصت الشرطة على تذكيرنا بأهمية الالتزام «بالعبور الآمن من الأماكن المخصصة للمشاة واستخدام الجسور والأنفاق والالتزام بإشارات المشاة الضوئية على التقاطعات التي تعمل بالتزامن مع الإشارات الضوئية لتنظيم حركة سير المركبات».
وحذرتنا الشرطة من خطورة قطع الطريق عشوائياً من غير الأماكن المخصصة لعبور المشاة، فالتصرف يعد من الأسباب الرئيسية لحوادث الدهس، وحثت المشاة على الالتزام بقواعد العبور الصحيحة للطريق والتأكد من خلو الشارع من المركبات. كما دعت السائقين للانتباه لعبور الراجلين على الطرق والالتزام بخفض السرعات، مؤكدة أن أمن وسلامة المشاة على الطرق مسؤولية مشتركة بين المشاة أنفسهم والسائقين. وذكرتنا بقيمة مخالفة عدم إعطاء الأولوية للمشاة في الأماكن المخصصة لعبورهم على السائقين وقيمتها 500 درهم و6 نقاط مرورية، وبالنسبة للمشاة فغرامة مخالفة عدم الالتزام بالإشارة الضوئية، وعبور الطريق من غير الأماكن المخصصة تبلغ 400 درهم وتزيد بمقدار 25 درهماً عن كل شهر تأخير في سدادها.
نتفق وندعم الجهد الكبير للشرطة ودورياتها، ولكن للأسف بعض شوارعنا الرئيسية يفتقر لكل ما ذكرته الشرطة من تحسين شروط السلامة المرورية للمشاة، من حيث إقامة الجسور على الطرق وتحسين معابر المشاة، وإنشاء ممرات سطحية محكومة بإشارات ضوئية، وإغلاق الفجوات بعمل الأسوار على الطرق المختلفة بما يعزز من سلامتهم. بعض هذه الشوارع والطرق لا تبعد كثيراً عن مديرية المرور والدوريات وشهدت حوادث دهس ووفيات كالمنطقة الواقعة من تقاطع شارع سلطان بن زايد الأول مع ربدان وحتى امتداده عند تقاطعه مع الظفرة. 
الليلة قبل الماضية كادت سيارة مسرعة أن تدهس عابراً للطريق في الشارع الواقع بين تقاطع مبارك بن محمد مع زايد الأول في منطقة الخالدية باتجاه تقاطعه مع الخليج العربي. توفير البدائل التي تتحدث عنها الشرطة مهم للغاية لتحقيق السلامة المنشودة، ولكن يبدو أن تداخل الاختصاصات وانتظار انتهاء «البلدية» من الأعمال يعد من أكبر التحديات التي تؤخر إنجاز الأعمال المطلوبة بينما لدينا في الشارع مشاة يستسهلون قطعه من غير أماكن العبور وبعض قائدي المركبات ممن تجدهم يرفعون سرعة المركبة رغم مشاهدتهم لمشاة يعبرون. وإلى حين إنجاز تلك الأعمال المطلوبة نتمنى السلامة للجميع.