كان ياما كان في قديم الزمان يوم يستوي عرس في الفريج نشم رائحة الحطب، ونرى الشراع الذي يتحمل من أداة تساعد السفينة على السفر إلى ظلٍ يستخدم للمكسار فتستظل به سيدات المجتمع وهن يتفقدن ما أحضره المعرس للعروس، فيسافر في رمزية الأهواء والرياح بما تشتهيه أو ما قد تتطاوع معه رياح التغيير أبناء الفريج، فيدخلان عن طريقه في «القفص الذهبي»، وكانا طفلين في ذلك الوطر، ولكن تسقط في قنوات سمعنا عبارات: «مبروك ما دبرتوا الله يسعدهما ويبارك في بذرتهما»، و«بالمبارك.. منه المال ومنها العيال»، وغيرها من الملاطفات والتمنيات الطيبة بأن يكون الزواج ميموناً والذرية صالحة.
«قبل أيام، جلست في تباعد لا يقل عن مترين مع شابات يوشكن على التخرج في الجامعة، وكن ممن أكرمهن الله بالجمال والذكاء والاحترام واتساع الأفق لمعرفة العالم من وجهات نظر مختلفة وهذا أمرٌ جميل. قالت علياء: خالوة، تقول حمدة إنها لن تتزوج من شخص يقل راتبة عن 20 ألف درهم ومن الأساسيات أن يكون له بيت مستقل، فلا تتدخل في خصوصيات حياتها أم ريَّلها، فهي تعاني من «عقدة أم الريَّل». فقاطعتها حمدة بحماس وقالت: خلنا نكون صريحين.. في السنوات الأولى بنعيش على الفلوس اللي جمعها وبعدين بتبدأ المعاناة إذا هو ما يقدر يأمن لنا أغراض الجمعية وبيدخل في السلفيات والقروض، وبيتغير مسار حياتنا وبنكون تحت سيطرة البنوك، ناهيك عن التردد على المحاكم. فهجمت عليها علياء: هناك ناس تعيش مرتاحة ولو معاشهم قليل.. يسمونه التدبير المنزلي.. يا ذكية! وفي هجمة مرتدة قالت حمدة: لقد أكرمني أبي فعشت حياة ذات مستوى معين والناس تصعد لا العكس! وانتي يمكن تصرفين الراتب كله على شنطة! فقلت لهن: ماذا عن القناعة والمودة والتوفير وأن يمد الإنسان رجله قد لحافه. فحسمت الموقف أصغرهن سناً وهي تمسح وتكبر وتصغر شاشة هاتفها المحمول بجانب استماعها للحوار الساخن وقالت: الحمد لله..الوحدة أحسن لها ما تفكر في الزواج! 
للعارفين أقول، لقد تعرفت على حوار الأجيال وعلينا جميعاً أن نجلس مع أبنائنا ونحاور قلوبهم ومبادئهم لنستشرف مستقبلهم.. حوارنا لم ينتهِ حتى الآن لذا ارتبطنا بموعدٍ أسبوعي لمناقشته لاحقاً، وسنحضر قوات التدخل السريع (الخالات والجدات والعمات)، وجميعهن أمهات لبعض الأزواج، وقد عقدت العزم على فك شفرة «عقدة أم الريَّل» العجيبة الغريبة على مجتمعنا، فهي واحدة منا وفينا وما لا نقبله على الفرد لا نقبله على الأسرة الممتدة.