20 مليار درهم قيمة صفقات معرضي آيدكس ونافدكس في اليوم الرابع للمعرض العالمي الذي تستضيفه أبوظبي، وفي مثل هذه الظروف التي يمر بها العالم تتوقف الدول وتتردد في استمرار تنظيم المؤتمرات واستضافة الوفود، إلا الدول التي تتحدى الظروف وتتغلب عليها ليكون الإنجاز مضاعفاً، الأمر ليس هنا عن حجم الصفقات وقيمتها، وإنما التنظيم الناجح للمعرض في جميع المستويات، وهي دلالة أخرى تعزز مكانة الدولة في مجال صناعة المعارض والمؤتمرات، والتي تعد من عوامل القوة الاقتصادية. 
الإمارات عاصمة المعارض في الشرق الأوسط، وتتنوع المعارض بشكل مستمر حتى إنها أصبحت معارض مستدامة، فما إن يسدل الستار على نهاية المعرض إلا وقد بدأت الدول المشاركة التحضير للدورة القادمة للمعرض كما يحدث في معرض آيدكس.
الرسالة الحقيقية التي نراها من وجهة نظر شخصية، أن الإمارات مقبلة على معرض «إكسبو دبي 2020»، ولا شك هناك من يراهن على عدم نجاح المعرض بسبب الظروف التي يمر بها العالم، وفحوى الرسالة أن الإمارات ستقدم للعالم أفضل تنظيم لمعرض إكسبو لسببين، الأول يتمثل في الرغبة والإرادة الحقيقية على تجاوز الظروف الحالية، وأما السبب الآخر فيتمثل في المقومات التي تملكها الدولة على تنظيم هذا الحدث، وتحقيق أفضل نسخة لها. 
لسنا مجرد منظمين، وبهذه الطريقة كانت الإمارات في معرض آيدكس، إذ برزت الشركات الإماراتية وصناعاتها العسكرية في المعرض على مستوى عالٍ، وأثارت إعجاب الدول الغربية المتقدمة في صناعة السلاح، وبعد 50 عاماً فقط على قيام دولة الاتحاد، ها هي تبرز ليست كدولة مستضيفة للأحداث وإنما صانعة للأحداث، ولن أبالغ أننا سنراها في يوم ما دولة تنافس شركاتها الشركات الغربية في صناعة السلاح، وكل ذلك لم يتحقق من فراغ بل من القيادة التي تسعى جاهدة للتميز بسواعد أبنائها، هذا الاهتمام الملموس يظهر في اهتمام القيادة بالمعرض والوقوف أمام الصناعات المحلية والتي يقدمها شباب الوطن، لكن يبقى المكسب الحقيقي ليس السلاح المحلي الذي اشترته ألمانيا، المكسب الحقيقي هم أولئك الإماراتيون الذين صنعوا ذلك السلاح، فصناعة الإنسان علامة مسجلة باسم الإمارات.