- غيّب داعي الحق واحداً من معمري العين، الشاعر والرجل الفاضل «عبيد بن محمد النيادي» والد أصدقاء، وعم أصدقاء عزيزين، عاش مشاركاً في أحداث المكان، وراوياً أحداث قرن، متعه الله بنعمة أن يرى 145 من أنجاله وأحفاده، وأن يكون شاهداً على التغيير، دون أن يتغير، فالرجال مثله، والذين قدّوا من تعب ذاك الوقت، وحفاء صعب أيامها، ما زادتهم السنون والتبدلات إلا حكمة، وبصيرة، فكانوا يقلّون في الكلام، ولا تنطق إلا أفعالهم.
- «حسن قايد الصبيحي» زميل عمل إعلامي، ترجل بالأمس تاركاً أسى في نفوس من عرفه عن قرب أو تزامل معه في صحيفة، فقد عرفته جريدة «البيان» مبكراً وربما أثناء دراساته العليا في «سانتيغو» الأميركية، ثم التقيت به في جريدة الاتحاد حيث انتقل للعمل فيها، وكان وقتها مدير مركز البحوث والدراسات، ثم انتقل لجريدة «الخليج» ومكث فيها حيناً، لأن له صلات صداقة مع المؤسسين «تريم وعبدالله عمران» الله يرحمهما، وربما عمل في صحف أخرى، وكتب دراسات في صحف متعددة، وصدرت له كتب متخصصة، بالإضافة إلى العمل في جامعة الإمارات وأخيراً جامعة الشارقة، غلب على «د. حسن قايد» العمل النظري في الإعلام وفي الصحافة أكثر من العمل الميداني، وهذا ربما كان يناسبه كأستاذ جامعي أكثر، وربما تلامذته الذين درّسهم يشهدون له بهذا، وهم كثر، لكن حرصه معهم على فهم وتذوق الفن الصحفي والإعلامي العملي من خلال زيارته معهم للمواقع الصحفية الحقيقية، لكي يقارب لهم فيما يقول لهم نظرياً، وبين معرفته بأسرار ديناميكية العمل اليومي الإعلامي، للراحل بصمته في الإعلام الإماراتي، وكونه شاهداً على تطوراته.
- لعل ارتباطنا بالفنان الوسيم والأنيق والمتألق «يوسف شعبان» منذ بداية أفلامه، فقد كان له حضور يسرق الكاميرا من زملائه، ومحبة يتركها في نفوس أهل البيت العربي الكبير، لكن هذا الفنان الذي غادرنا بالأمس، كآخر الفنانين من ذلك الزمن الجميل، قدر أن يصنع من نفسه فناناً قديراً ومختلفاً، وبصورة استثنائية وصادمة للممثل العربي حينها، مثلما ظهر في فيلم «قطط شارع الحمراء»، وفيلم «حمام الملاطيلي»، لكن تألقه الفني كان في السنوات الثلاثين المنصرمة، ودخول التلفزيون في كل المنازل العربية من خلال مسلسلات تعد بصمة في الدراما العربية، مثل «رأفت الهجان» وغيرها، «يوسف شعبان» عاش طويلاً مستمتعاً بالفن وبالحياة وألوانها، ومات وسيماً رغم السنوات الزاحفة نحو التسعين، وهي سمة نعمة قلما يحظى بها الكثير.. للجميع في ثلاثية الفقد والوداع الرحمة الواسعة والمغفرة.. ومنازل الخالدين.