كان مسيلمة يمتاز بأساليب الخداع للتأثير على الناس كي يؤمنوا بنبوته المزعومة، ورغم وصف الكذاب الذي التصق به إلا أنه نجح في تكوين أتباع له ممن استطاع خداعهم، وهو ليس شطارة فيه بقدر ما هو ضعف في نفوس المغرر بهم.
في عالمنا السياسي المعاصر والقديم لدينا عشرات النماذج لهيئة مسيلمة يطمحون، كما كان يطمح الأخير في تسيّد المسلمين، عندما عرض على الرسول، صلى الله عليه وسلم، إسلامه مقابل أن يخلف الرسول في النبوة. ورغم رفض الرسول العرض إلا أن مسيلمة استمر في خداع الناس  والتأثير عليهم بروايته، وهنا نصل لعالمنا السياسي اليوم الذي يتمحور في روايات تطلقها دول وتنظيمات في مناطق الصراع، بهدف ضرب تحالف أو تحريض مجتمعات محلية على حكوماتهم أو خلق اضطرابات وحروب أهلية. تلك الروايات على الرغم من معرفة مصدرها وعدم صحتها تؤثر، بشكل أو بآخر، على ضعاف الأنفس الذين تأخذهم العواطف أكثر من العقلانية أو يدفعهم الحماس وتصفيق الجمهور أكثر من التريث والتفكير بعواقب التصرفات. 
روايات مسيلمة السياسية في هذا العصر تمتاز بالتكرار وتدعيمها بأصوات متنوعة بلغات متعددة، لتكسب المصداقية لتحقيق التأثير، ويذهب البعض إلى أن هذا التكتيك يعد نجاحاً للدول، ولكن في الحقيقة يبقى هذا الأسلوب مجرد تكتيك لا استراتيجية تعمل بها الدول التي اتخذت من الشفافية والمصداقية أساساً في عملها. 
في أحد المؤتمرات في الدولة التقيت إعلامياً أميركياً، وعند سؤالي له عن نقاط القوة التي تتمتع بها الإمارات توقعت أن تكون إجابته تتمثل في الجوانب الاقتصادية والقوة الناعمة التي تتحلى بها الدولة، لكن كانت الإجابة بعكس التوقعات، عندما اختصرها بكلمتين (المصداقية والوضوح)، وأكمل في الشرح قائلاً: لديكم من الوضوح ما يقلق سياسيينا، وهذا ما لم نعتد عليه في الشرق الأوسط. 
والحكمة في هذا الموضوع أن تكتيكات مسيلمة قد تنجح في فترات معينة، ولكن تلك الأساليب لن تحقق في النهاية النجاح، فكلنا يعلم كيف انتهى المطاف بمسيلمة الكذاب.