للمرة الأولى ومنذ انطلاقة كأس دبي العالمي للخيول قبل ربع قرن من الزمان، يغيب عنها جسداً ويحضرها روحاً أحد أهم روادها ومؤسسيها المغفور له، بإذن الله، الشيخ حمدان بن راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي ملأت إنجازاته ميادين سباق الخيل، وفي جميع الميادين التي أدارها باقتدار منذ نصف قرن من الزمان، سواء في العمل الحكومي، أو في المواقع والميادين الذي تصدر مشهدها بآرائه ومقترحاته المعهودة وفي المناسبات الرياضية براً مع الأندية وسباقات الخيل، وبحراً مع سباقات القفال السنوية، أو كلما التقى مع قيادات الحركة الرياضية في مجلسه اليومي. 
وفي لمسة وفاء في رحيل المغفور له، حرصت اللجنة المنظمة على تقديم عرض يوثق مسيرة وإنجازات فقيد الوطن الطويلة في هذا الميدان، بعرض قصيدة «حمدان العضيد» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في رثائه للفقيد، إضافة لعرض مجموعة من الصور توثق مسيرة المجد والعطاء للفقيد في عالم رياضة الفروسية، وعروض بالليزر وصور بوساطة الطائرات الصغيرة «الدرون»، من خلال رسم لوحة مبتكرة للفقيد الكبير. 
للفقيد الكبير بصمات واضحة في مختلف المجالات الحكومية والإدارية والرياضية، تحديداً في دبي ودولة الإمارات، باعتباره من أوائل الذين أولوا هذا الجانب اهتماماً خاصاً، لما للشباب من دور وتأثير في مسيرة البناء والتطوير، ولم يترك مناسبة من دون التركيز في توجيهاته لفئة الشباب وتبصيرهم بما يعزز مسيرتهم في النماء، منتقداً بعض الظواهر والقرارات التي كان يراها مجحفة في حق رياضتنا وشبابنا، بدءاً بالتشفير الذي رآه حقاً للجميع، طالما يعتمد الطرفان على الدعم الحكومي والاحتراف والتجنيس، ونصائحه لعميد الأندية واتحاد كرة القدم والاتحادات الأخرى وجيل الشباب عامة في مختلف اهتماماتهم وقضاياهم، بجانب دعمه الدائم والمستمر للرياضة في مختلف مراحلها، منذ البدايات الأولى في زمن الهواية وحتى مرحلة الاحتراف الذي كان لرأيه الصريح والواضح الدائمين أثر واضح للارتقاء بالمنظومة الاحترافية التي لا بد أن تكتمل وفق الأسس المطبقة في الدول المحترفة التي تمول مسيرتها الاحترافية باستثماراتها.
حمدان لم يغب عن «ميدان» في نسختها الخامسة والعشرين، وكان حاضراً متجسداً في كل ركن من ميدان السباق الذي حمل بصماته وعطاءاته.