لا أدري إلى متى تستمر معضلة اتحاد ألعاب القوى في عقد جمعيته العمومية ليصحح مساره الذي أشهر من أجله، ليرتقي باللعبة الأولى والأقوى أولمبياً، والحاضرة في جميع دوراتها وتنافس الدول عليها تكون من مضمارها، وحصيلة الترتيب النهائي للدول بالمتوجين على منصاتها، وكنا إلى وقت قريب نمني أنفسنا أملاً في تحقيق ميدالية أولمبية نتوج بها جهودنا.
إلا أن المشاكل التي تعصف بها منذ فترة ليست بالقصيرة بدأت مع التشكيل قبل الأخير له واستمرت الخلافات بين أسرة الاتحاد الحالي تلوح في الأفق بين الحين والآخر تارة بإدارة الاتحاد بشكل منفرد، وتارة بإخفاء البيانات والمعلومات عن بعضهم الآخر، ثم بتحريض بعضهم بعدم حضور اجتماعات مجلس الإدارة، وأخيراً اجتماع الجمعية العمومية التي تأجلت أو ألغيت لعدم اكتمال النصاب ومطالبات الأندية بسحب الثقة عن المجلس، وإعادة تشكيله من كفاءات لم يسبق لها العمل في آخر دورتين، بعد أن استفحل حل خلافاتها على طاولة الحوار أو بتدخل اللجنة الأولمبية الوطنية، باعتبارها صاحبة الشأن في تشكيل مجالس إدارات الاتحادات الرياضية، وعلى شاكلة اتحاد ألعاب القوى هناك بعض الخلافات بين الأسرة الشطرنجية، الاتحاد والأندية، وإن لم تصل إلى الدرجة التي عليها ألعاب القوى.
وأطالب اللجنة الأولمبية بعدم قبول ترشح العناصر الحالية في التشكيل الجديد المرتقب حتى وإن أحيل الأمر إلى مركز التحكيم وبرئ بعضهم، لأن الخلافات سوف تستمر وهناك من يسعى إلى إثارتها مجدداً أو كلما تضاربت المصالح سواء الإنجازات أو الإخفاقات.
دائماً ما ننادي بالاستقرار الإداري في مؤسساتنا الرياضية، والاستفادة من الخبرات الإدارية السابقة في التشكيلات الجديدة، إلا أن الأمر مع اتحاد ألعاب القوى قد لا يفيد على المدى القريب، وشهدنا ذلك مع الاتحاد السابق ثم اللجنة المؤقتة ثم الاتحاد الحالي، ووضح ذلك في عدم دعوة ومشاركة بعض الأعضاء لفعاليات الاتحاد ومسابقاته وبطولاته أو بالمقاطعة من العضو أو بتجاهل من المجموعة المسيرة للأمور الإدارية والأنشطة والبطولات، وشخصياً وجدت غياباً تاماً لمعظم المجموعة في بعض الأحداث التي حضرتها، والتي لم أجد سوى عضو أو عضوين من الاتحاد، فيما سجل بعضهم غياباً تاماً، لمسته من خلال بعض وسائل التواصل الاجتماعي.
 فمتى يُشكل لهذا الاتحاد مجلس منسجم يقود مسيرة أم الألعاب، ويعيده إلى المسار الصحيح ليحقق أحلامنا.